الى شبابنا الذين تتقاذفهم أمواج المجهول ،وتتنازعهم دروب الفراغ الموحشة ، يسرني أن تكون النافذة التي اطل منها على شبابنا و الوسيلة التي أخاطب بها مجتمعي هي احدي ثمرات لحظات صحو لمجموعة من شبابنا – لايفوتني في هذه الساعة الى ان أثمنها و استبشر بها خيرا، لايخفي على أي إنسان أن شبابنا معظمهم يسير وهو في عمر الزهور في الطريق وحده بعد أن فقد مرافقة الدليل ، بعضه يلتمس طريقه و البعض يتحسس سبيله وكلما مرو على احد سألوه أين الطريق؟ فلا يجدوا من يدلهم على الطريق و ان وجدوه لم يوصلهم الى السبيل.
ومالي لا أصف الطريق وقد نصب الجميع أنفسهم هداة و مرشدين، وماذا يضرني لو ناديت مع المنادين و سعيت مع الساعين و ماذا أقول و أنا أري الكثير من شبابنا في الشوارع و المحلات يتجمعون، وقد امتلأت قلوبهم إلا من شيء مفيد و تلهف ألسنتهم بما لاينفعهم، أنظر أخي الى مايعرف بمجمع المدارس حتما ستتفاجئ ب"شباب – شابات" يختلطن و يغنون و يرقصن في الشوارع مثلهم تماما شباب جامعة نواكشوط اليتيمة.
هذه معضلة اوكارثة مافوقها كارثة ،لكن رغم هذا كله أخالف الآخرين في تحميل جزء كبير من المسؤولية للمجتمع ، ما أسهل ان نحمل الطرف الضعيف المسؤولية في وجهة نظري المتواضعة الكل يتحمل المسؤولية كاملة.
وعلى المعنيين جميعا أن يقوموا بواجبهم اتجاه شبابنا، إنما نحصد مازرعناه نتيجة لسياسة التجهيل و اللامبالاة التي يتجهها مجتمعنا اتجاه الشباب، فعلى الآباء أن لايكون دورهم مقصور على مأكل وملبس الطفل فقط فعليهم جزاهم الله عنا خيرا أن يهتموا بتعليم أطفالهم ومتابعتهم في جميع مراحل تعليمهم وتوجيههم أحسن توجيه ، كما على شبابنا أن يتخلي عن ثقافة البطالين التي صارت مشهورة في أوساطه إذا مافشل فاشل في دراسته أوحياته ، فيجد الأبواب والصدور مفتوحة و الثغور الباسمة والمجالس مفتوحة، فيتساءل هذا المغرور المسكين ماضرورة الدراسة إذن؟ وما فائدة العمل؟ بل أين الطالب البائس الذي يطرق باب كل شيخ؟
إخوتي الشباب أرجوكم لاتهبط هممكم ولا تضعف عزائمكم ، اتركوا شهواتكم الحيوانية ، ولا تتركوا الإعلام الوافر بوسائطه المتعددة التي دخلت جميع بيوتنا يؤثر سلبا عليكم.
للأسف الشديد مازلنا نواجه سلبياته بشكل عجيب ولامبالاة غريبة، أخشي أن يكون عقلاءنا مازالوا غافلين ، ومقترين ببعض مظاهر الخير التي مازالت موجودة في مجتمعنا و لله الحمد.
وعلى الخيرين منا أن لايتركوا أجيالنا تتربي في الشوارع على غير ماتربينا عليه وتتلقي كل معلومات وثقافات من مصادر غير مأمونة بل هي حاقدة ومعادية، والدليل على ذلك انتشار المواقع الإباحية بشكل مفرط والصور الخليعة فأي تدمير أكثر من هذا.
أرجو من الجميع أن يأخذ كامل المسؤولية لكي ننهض بأجيالنا الى الأمام ومعالي القمم.
نحن أمة أعزها الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة لغيره أذلنا الله، أعاذنا الله و إياكم من مذلته.
نحن شباب نبتقي ثقافة لاينطفي ******* شعارنا أن نرتقي الى معالي الأممي
بقلم : عبد الودود ولد محمد عبد الودود
البريد الالكتروني : adoudw@gmail.com