في مدينة باسكنو بولاية الحوض الشرقي علي الحدود مع مالي ينتشر استخدام الدراجة النارية بشكل لافت، وهو ما يجعلها المدينة الموريتانية الأكثر استخداما لهذا النوع من وسائل النقل الفردية ذات التكلفة الاقتصادية المنخفضة.
فحيث ما توجهت لا تخطأ عينك دراجة نارية، فهي تستخدم هنا لنقل المؤن و الأشخاص ورعي الماشية والبحث عن شواردها، وأصبح استخدامها ثقافة شائعة وانتشر بين السكان بفعل القرب من دولة مالي التي تستخدم فيها بكثافة، ولم يعد المجتمع ينظر إلي راكبها نظرة دونية كما عليه الحال في بقية المدن الموريتانية.
يقول الدراج اسلم ولد العالم، إن الدراجة ظهرت بشكل محدود في المقاطعة سنة 2001، ومعظمها استجلبه المقيمون الماليون، وفي سنة 2004 أصبحت تستخدم علي نطاق واسع بعد أن اكتشف الجميع بساطتها وانخفاض كلفة استغلالها مقارنة بالسيارة، فبدلا من أن يدفع المسافر20000 أوقية لتأجير سيارة من فصاله إلي باسكنو (60 كلم) تكفيه قيمة 1500 أوقية من البنزين لتوصله دراجته في الوقت الذي يناسبه، يقول ولد العالم لمندوب الحصاد الذي أخذه في جولة قصيرة داخل المدينة.
أما حفار الآبار ببكر ولد سيدي فيقول إن الدراجة مناسبة لطبيعة عمله حيث يستطيع أن يسافر عليها مسافة قد تصل إلي 140 كلم مقابل 10 لترات فقط من البنزين.
كما أنها تجتاز الرمال والطرق الوعرة بسهولة.
ويشكوا ولد سيدي من أن السلطات الموريتانية لا تهتم بالدراجة ولا تفرض علي أصحابها الحصول علي رخص للقيادة ولا علي بطاقات رمادية ولا تأمين ــ عكس ما عليه الحال في جمهورية مالي المجاورة ــ وهو ما يعرضهم للمشاكل في حالات الحوادث وخاصة إذا تعذر التوصل إلي حل ودي.
وقد انتشرت ورشات تصليح وبيع قطع غيار الدراجات في المدينة، فالشاب الزين ولد خنطار صاحب ورشة لتصليح الدراجات وبيع قطع غيارها يبدوا راضيا عما يجني من المال من مهنته خاصة في ظل وجود عشرات آلاف للاجئون المالين في مخيم "امبرة" الواقع علي بعد 18 كلم شرق باسكنو حيث استجلب بعض هاؤلاء معهم دراجاتهم النارية من أزواد، مما ضاعف من مرد ودية النشاط، ويقول إن المشكلة الأساسية المطروحة لأصحاب الدراجات تتمثل في ندرة البنزين ورداءة الموجود منه خاصة القادم من موريتانيا، عكس البنزين الجزائري المهرب عبر الشمال المالي والذي يقول انه جيد لا كنه أصبح نادرا في السوق بعد الأحداث الأخيرة.
من موفد الحصاد : محمدن ولد آكاه