ليس المقام هنا عن الحديث عن الانجازات الماثلة للعيان، ولا عن الإستراتيجيات الوطنية التي همها الوحيد خدمة المواطن البسيط، ولا عن حكومة تبني بالموازاة مع معارضة تحاول الهدم بشتى الوسائل، وفي كل الظروف وتستخدم لذلك السلبي والايجابي علي حد السواء.
بل المقام هنا الحديث عن رجل مهما كان موقفنا السياسي منه ومهما كانت مآخذنا عليه يبقي رئيسا لهذا الوطن بانتخابات شهد العالم بنزاهتها، واعترف المتربصون بكرسي الرئاسة بمصداقيتها.
لقد أصيب الرجل بطلق ناري عن طريق الخطأ واتصل بحكومته وأعلنت النبأ للرأي العام من خلال وزير الإعلام وعبر التلفزيون الرسمي وظهر الرئيس نفسه بعد الحادثة بأقل من أربعة عشر ساعة ليؤكد الرواية الرسمية كما يحب البعض تسميتها، اقتنعت المعارضة بالرواية وأعلنت تعاطفها مع رئيس الجمهورية وأعلنت تعليق جميع أنشطتها لأجل يبدو أنه معلوم مسبقا وليس بالبعيد حسب ما شاهدنا.
بعد أيام قليلة شكك بعض قادة المعارضة في الحادث وتساءل عن طبيعة من أطلق النار علي الرئيس، فظهر الضابط الذي نفذ العملية وحكي تفاصيلها بصفة دقيقة وأشهد علي ذلك عدة جنود وأفراد من الحرس الرئاسي وجنرالات باشروا مكان الحادث واطلعوا علي كيفية وقوعه.
كل هذا تناسته المعارضة وتناست علاقة الرئيس بشعبه وعلاقة الجيش بالشعب وبثت بعض الشائعات بهدف دس الفتنة والتحريض علي الفوضى ومحاولة إرباك الجيش، لكن أجواء السكينة والهدوء الحكيم من قبل جيشنا الباسل وقوات امننا أفشلت كل محاولات النيل من وحدتنا وتماسكنا.وتجلي ذلك في مواصلة الحكومة تنفيذ المشاريع التنموية التي تلامس كيان الطبقة المهشمة من هذا الشعب.
وقد اعتمد بعضهم في هذه الرواية علي سلسلة لقاءات جمعت بعض قادة منسقيه المعارضة بسفراء غربيين.
يظنون بسذاجتهم أن الموريتانيين بأطيافهم السياسية ومؤسساتهم الدستورية والعسكرية كلها في دولاب سفراء دول أجنبية يوجهونها كما يشاءون ويعطون زمامها لمن يرضون عنه....يا للسذاجة.
علي كل حال أقول للكل أن موريتانيا ووحدتها اكبر بكثير من المضاربات السياسية بين الأغلبية والمعارضة وأن المصلحة العليا للبلد فوق كل الاعتبارات وأن السيد محمد ولد عبد العزيز حتى الآن رئيسا لكل الموريتانيين وقد عبروا عن ذلك بالدعاء له بالشفاء العاجل والعودة إلي ارض الوطن لإكمال مسيرة البناء التي بدأها منذ انتخابه.