أكد المحلل السياسي الموريتاني محمد بن المختار الشنقيطي في مقابلة صحفية مع جريدة "الشروق" الجزائرية على ماسماها النتائج السليية لأي تدخل عسكري غربي في شمال مالي على موريتانيا خاصة والمنطقة بشكل عام، ففي موريتانيا هنالك احتمال سيطرة مقاتلي القاعدة على مناطق من شرق موريتانيا التي تسم بصحرائها الشاسعة وجبالها الوعرة".
ومنها بصورة عامة انتشار العنف والاختطاف في النيجر ومالي، انبعاث العنف الأهلي في الجزائر تغذِّيه ظروف الحرب وحركة السلاح والمقاتلين في الفضاء الصحراوي المفتوح الرابط بين دول المنطقة وترحيل بعض عمليات "القاعدة في المغرب الإسلامي" إلى الأراضي الأوربية.. فالأمر أعقدُ مما يراه الذين يدقون طبول الحرب اليوم ومَن ورائهم ممن ينفخون في النار من وراء البحار.
وأضاف في جواب على سؤال حول إمكانية دخول موريتانيا للحرب المزمعة غربيا في الشمال المالي "أن موريتانيا تعيش ظروفا دقيقة بعد إصابة الرئيس الموريتاني في محاولة اغتيال لم تتضح معالمها بعد. ومن العسير التنبؤ بقدرة موريتانيا في هذه الظروف على حسم أمرها حول مسألة التدخل في مالي، فمسألة خلافة عزيز ومستقبل النظام السياسي هما الشغل الشاغل، والهم الأهم في نواكشوط الآن.
ونوه بأن أي فتحٍ لجبهة عسكرية في هذه الظروف سيعقد الوضع المعقد أصلا في موريتانيا اليوم. كما أن الرأي العام الموريتاني يعارض بشدة أي مشاركة في الحرب في مالي، لأسباب كثيرة، منها : أنها سيكون قتالا بين أشقاء من أبناء المنطقة تربط بينهم أرحام دينية وثقافية وعرقية، فلا يجوز اللجوء إليه قبل استنزاف كافة جهود الحل السلمي.
ومنها أن تجربة موريتانيا في مواجهة القاعدة خارج حدودها تجربةٌ فاشلة ومأساوية، فقدْنا فيها عددا من ضباطنا وجنودنا الذين زج بهم الرئيس عزيز في مغامرات عسكرية لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
ومنها أن موريتانيا هي الخاصرة الرخوة التي سيتدفق إليها مقاتلو القاعدة إذا ضاق بهم الأمر في صحراء مالي، ومن بين هؤلاء المقاتلين عدد معتبر من الموريتانيين الذين يعرفون مجاهيل التضاريس الموريتانية، ويستطيعون إثارة مشكلات خطرة للدولة الموريتانية الهشة التي تربطها بمالي حدود طويلة جدا تزيد عن ألفيْن ومائتيْ كيلومتر، من المستحيل السيطرة عليها أو سد منافذها.