عودة رئيس الجمهورية من ولاية لعصابه :|: تآزر : قمنا بتحويلات نقدية لآلاف الأسر في العصابة :|: وزيرة : تضاعف عدد المؤمنين لدىCNAM :|: الجيش المالي يتفق مع موريتانيا على تأمين الحدود :|: أبرز المشاريع التنموية التي أطلقها الرئيس في كيفه :|: تكليف شركةسعودية بدراسة جدوى خط أنابيب للغاز بموريتانيا :|: رئيس الجمهورية يصل إلى مدينة كيفه :|: مدير BP موريتانيا : علاقتنا متميزة مع الحكومة الموريتانية :|: بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
جولة في حياة الفقيد محمد ولد إبراهيم ولد السيد
 
 
 
 

تأملات من وحي ذكرى الاستقلال...

mardi 27 novembre 2012


غدا نخلد بكل فخر واعتزاز الذكرى الثانية والخمسين لعيد الاستقلال المجيد رمز الحرية والانعتاق،وتعتبر مثل هذه المناسبة فرصة سانحة للتأمل في معاني سامية من قبيل "الحرية، والوطن، والوطنية"،كما أنها بالتأكيد ميقات زماني لمحاولة الإجابة على أسئلة ذاتية تطرح نفسها بإلحاح على كل مواطن وهي ماذا حققناه في نصف قرن لوطننا؟ وهل ماحققناه يتناسب مع هذه المدة وما يمتلكه الوطن من مقدرات اقتصادية وخبرات بشرية؟ وهل كنا أوفياء لوطننا في تخليد رموزه والفخر بها باعتبار أنها هي من حققت لنا الاستقلال؟

إن هذه المناسبة الغالية تعتبر عيدا وطنيا يوحد الجميع ويستلهم الجميع منه قيمة وجودهم التي تترجمها حريتهم في وطنهم لا وصاية عليهم لأحد يديرون شؤونهم بأنفسهم ويحترمهم غيرهم تقديرا لوفائهم لوطنهم وحرصهم على بنائه ومصالحه العليا.

في هذا المقال نحاول الاجابة على تلك الأسئلة وعبق تاريخ الاستقلال والتضحية يحف بنا.

لن ندخل في تحديدات للمفاهيم بصورة أكاديمية لكننا سنكتفي برصد الصورة من بلدان أخرى وب"بضدها تتميز الآشياء".

إذا خرجت من موريتانيا إلى أي بلد آخر سكتشف بوضوح معاني الوطنية مجسدة في مجموعة قيم مطبقة في أرض الواقع من أهمها" حب الوطن والاعتزاز بكل ماله علاقة بتاريخه بدء بأسماء الشوارع المختلفة والمرافق العامة،مرورا بالحرص على خدمته بضمير مهني لا خوفا ولا طمعا وانتهاء بالانتماء له دون اعتبارات ضيقة كالقبيلة والجهة".

وستنتابك غيرة حتما عندما ترى المواطنين في البلاد الأخرى يحرصون على أدق تفاصيل خدمة وطنهم كالحرص على عدم إلقاء القمامة في الشوارع مثلا واحترام المظاهر العمرانية الجمالية للمدينة ونظافة المنازل والساحات العامة ولسيارات والمحلات الخصوصية.

ستشعر بالندم وضعف الانتماء للوطن عندما ترى كل الأطفال في المدارس يرتدون لباسا موحدا يحمل ألوان العلم الوطني ويؤدون النشيد الوطني تحت علم بلادهم الخفاق في سماء الحرية وأنت لا تحفظ بيتا واحدا من نشيدك وقد ترى أجنبيا يهين علم بلادك ويعتبره خرقة بالية لاتصلح إلا لتنظيف مرآة سيارته ولا تحرك ساكنا.

ستتأسف كثيرا عندما ترى المواطنين في ذلك البلد وهم في لحمة شديدة لا تكدر صفوها قبيلة أوجهة او أطماع سياسية او مادية ولهم هدف واحد الاعتزاز بوطنهم وخدمته كل حسب طاقته وموقعه وتخصصه.

ستدرك مدى اعتزاز الآخرين بوطنيتهم عندما تدخل متحفا يحكي عن تاريخ البلد والمقاومين وتتصفح الكتب من الابتدائية وحتى الجامعة فإذا صفحاتها زاخرة بالقيم السامية للمواطنة والارتباط بالوطن وتاريخ المقاومين وبناة الوطن الأوائل،وستدرك جهلك بتاريخ بلدك عندما تدخل متحفا للمقاومة الوطنية أو تزور معهدا لتاريخها في أي من تلك البلدان أو تتصفح كتابا من كتبه المدرسية التاريخية.

ستعرف ضعف الوعي بين أفراد شعبك عندما ترى أن المواطنين في تلك البلدان يخدمون وطنهم بضمير مهني ويدركون أن رفعته هي مجدهم ويحرصون على أداء واجباتهم قبل المطالبة بالحقوق المترتبة لهم عليه، ولا يهتمون من السياسة الا بما يخدم التنمية في بلدهم.

ستدرك ضعف التنمية في بلدك عندما تعرف أن بلدانا استقلت معنا ولا تملك عشر ما نملك من مقدرات اقتصادية وأدمغة سبقتنا بأشواط كثيرة،وستغار حتما عندما تدخل مطارا او محطة نقل أو فندقا من فئة 5 نجوم أو تعبر جادة مزينة بالأشجار او تدخل ساحة غناء أو ترى نافورة تضخ المياه العذبة في الهواء، أو ترى ما وصلت إليه تلك البلدان من مستوى معماري راق في بنيتها التحتية بدءا بالشوارع وأنواع الانارة والعمارات وغيرها.أو تركب قطارا او طائرة أو باخرة مكتوب عليها اسم هذا البلد أو ذاك.

ستعرف أن مستوى الوعي الاداري والحضاري والمهني متدن جدا بالبلاد عندما تجد الناس في تلك الدول تحترم الطابوروالموظفين يحترمون الدوام الرسمي ويبتسم الموظف في وجه المواطن وكأنه ممتن له لطلب خدمة لديه،وستعرف حتما قيمة الوعي الحضاري من خلال نمط العلاقة القائمة بين الموظف والمواطن وجودة الخدمة المقدمة لهذا الأخير.

سيتضح لك أن التعليم في بلدك ضعيف المستوى عندما تجد مناهج تلك البلدان تدرس العلوم الحديثة التقنية والاقتصادية والرياضية والفيزيائية والقانونية التي تؤهل أبناءها لدخول عاصر العولمة،في حين مازالت مناهج بلدك "تبكي على أطلال مية وغيلان".

عندما تدخل عيادة حكومية او ادارة وتقدم لك الخدمة مع الابتسامة وبأجود طريقة ممكنة مع تدوين كل المعلومات الضرورية في وصل أو سجل يسلم لك ستعلم قيمة وجود مؤسسات الدولة وأنها ليست شعارات للاستهلاك المحلي".

عندما تحضر محاضرة علمية أو ختام السنة الدراسية أو الجامعية في دولة ما وترى كيف يحتفى بأهل العلم والخريجين ستدرك حتما سببا هاما من أسباب ضعف وطننا الذي هاجرت خيرة أدمغته للخارج هربا من جحيم بطالة وتهميش لا يرحمان في العقود الماضية.

عندما تتصفح الجرائد وتجد هموم المواطن بكل حياد وموضوعية وتستمع للإذاعات المحلية وتشاهد القنوات التلفزيونية وتجدها همزة وصل بين الحكومة وهموم المواطنين ستعلم أننا مازلنا في حاجة ماسة لإعادة رسم الخريطة الاعلامية وأهدافها.

عندما تعتذر لك شركة الكهرباء أو الماء مثلا في دولة ما عن تأخر الخدمة أو انقطاع طفيف لها ستدرك قيمة المواطن في تلك البلدان بالنسبة للوطن الذي تعتبر الحكومة ومؤسساتها مجسدة له.

عندما تشاهد سيارة الاسعاف مسرعة في أحد البلدان لإنقاذ حياة مواطن بنقله سريعا لمستشفى عمومي بمجرد الاتصال على خدمة الاسعاف المجاني والأطباء يتلقونه بأكف حانية ويفدونه بأنفسهم منهمكين في انقاذ حياته ستدرك جزءا آخر من قيمة المواطنة الراسخة.

إنها صوررمادية شتى أوحت لنا بها ذكرى الاستقلال التي عبقت بشذاها الآفاق نرجو أن تأتي الذكرى المقبلة وقد اصطبغت هذه الصور بمزيد من الألوان الزاهية في وطننا ليتغير نحو الأفضل.

بقلم : الاعلامي محمد ولد محمد الامين (نافع)

وكل عام وانتم بخير.

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا