انتهت عطلة "الشتاء" وجرت الامتحانات الأولى فكنت موفقا لله الحمد ونجحت في نصف المواد المقررة بما فيها التقريرالذي قمت بإعداده حول فترة التدريب بإذاعة موريتانيا تحت عنوان"30 يوما في الاذاعة الوطنية".(انظر الحلقات السابقة).
ولكن بمقابل هذا اليسر في الدراسة في الفصل الأول من هذه السنة 2000-2001 وجدت أن إعداد رسالة التخرج بالمواصفات التي تحدثت عنها في الحلقة السابقة كان من الصعوبة بمكان،رغم المجهودات التي بذلتها لأستاذة المشرفة عليها معي مشكورة.
ومن تلك الصعوبات أن موضوع البحث صعب للغاية "صدى العلاقات الموريتانية الاسرائيلية في صحافة الرأي الموريتانية المكتوبة :شكلا ومضمونا).حيث يحتاج الإلمام ببعض العلوم كالعلاقات الدولية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والتبحر في الأشكال الصحفية المتعلقة بصحافة الرأي والفروق بينها،وإتقان منهجية تحليل المضمون التي تعتمد على المعطيات الاحصائية الكمية والبرهنة بها على المعطيات الكيفية".
من خلال هذه الصعوبات تولدت صعوبات أخرى وهي المتعلقة بضرورة القراءة المتأنية لما استطعت الحصول عليه من صحف الرأي الموريتانية في الصيف الفائت حسب الاتجاهات السياسية في البلد آنذاك " الشعب : حكومية،الوحدوي ومرآة المجتمع : قوميتان،القم والعلم : مستقلتان".
ثم بعد تلك القراءة اكتشفت صعوبة أخرى تتعلق بتصنيف الأشكال الصحفية حيث أن كتاب الصحافة بموريتانيا وهم في الغالبية العظمى "هواة وأدباء" لايميزون بين شكل صحفي وآخر حتى في كتابة الأخبار في بعض الأحيان.(الخبر قد يصبح آخره تعليق والتحليق قد يكون فيه تحليل..الخ).
حاولت التغلب على هذه الصعوبة بعد استشارة الدكتورة المشرفة على البحث التي لم تجد سوى اعتماد المقال في الشكل حسب مايغلب عليه في المضمون،لنكتشف بعد ذلك صعوبة تتعلق بالعنونة التي كانت في غالبيتها غير موفقة في الرئيسي وتغيب بشكل كلي في ما يتعلق بالنوع المعروف ب"العناوين الفرعية". وكانت الصدمة أكبر في ما يتعلق بسوداوية الصورة وغيابها غالبا،وأخيرا عدم العثور على نسخ من بعض هذه الصحف مما يسمح بدراسة الموقع الذي يبرز جزءا من قيمته لدى التحرير(بعض منها وجدنا منها مقالات مطبوعة فقط).
هذه الصعوبات جعلتني أقف حائرا كيف أنجز البحث كما خططت له،لكن الأستاذة المشرفة أصرت على أن نتعامل ماهو متاح فأهملنا دراسة موقع المقال في الصحيفة،أما الآشياء الأخرى فدرسناها حسب ماهو متاح.
بعد كتابة المقدمة والاتفاق على الاشكاليات التي تحدد عادة قيمة البحث ومساره بدأت في الدراسة الكمية وكانت متعبة حيث الأعداد الاحصائية كثيرة ومتشابكة وتتعلق بالاشكال الصحفية والعناوين والصور رغم تفاوتها بين صحف العينة الخمس.
وكانت مرحلة إعداد البيانات الاحصائية النهاية في الجداول أمرا مرهقا مع المقارنة بين صحف العينة في كل ذلك،والتوصل لخلاصة نهائية لكل قسم من تلك الأقسام " الاشكال الصحفية والعناوين والصور"،وكتابة خاتمة لهذا الفصل.
لم تتوقف حكاية...
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية (رأي).