باستهدافه لرجل الأعمال محمد ولد بوعماتو ارتكب محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية حماقة غير محسوبة العواقب، وتنكر لما لا ينبغي له أن يتنكر له من الأيادي البيضاء لهذا الرجل عليه؛ وعلى البلاد بصفة عامة.
لو كان ولد بوعماتو تهرب من الضرائب كما يشاع، لكان للأمر معنى؛ لكن استهدافه بدون حق شرعي، ومحاولة تقليم أظافره التي يبدو أن ولد عبد العزيز ضاق بها ذرعا، وسحب أرصدة مؤسسات الدولة من البنك العام لموريتانيا التابع لمجموعته بدون مسوغ قانوني؛ كلها أمور غير مقبولة، وتندرج في قانون الغاب الذي ولى زمنه.
كيف يتهرب ولد بو عماتو من الضرائب، وهو الذي مول حملة رئاسية بستة مليارات 6000000000 من الأوقية.. ومنح قصرا بقيمة 700 مليون.
ولد بو عماتو لا يهرب حتى من الرصاص..
بربكم أي مستشار غبي ذلك الذي أوحى إلى عزيز ما أوحى من استهداف ولد بوعماتو هذا الاستهداف السافر.. شيء واحد نعرفه هو أنه لا يريد مصلحته ولا يسعى لما فيه خير البلد. هل يعقل، يا حكماء وعقلاء البلد، أن تفرض خمسة مليارات من الأوقية كضرائب دفعة واحدة على مجموعة تجارية، ولا يسمى ذلك استهدافا، ثم يخرج علينا مدير الضرائب؛ ويقول في غباء : إنها ضرائب طبيعية.. مهلا يا سادة لسنا أغبياء إلى هذه الدرجة..
إن استهداف رجال الأعمال لا يخدم أي بلد مهما كان، والرئيس نفسه يعرف تضرر البلد من استهدافه السابق لعبد الله ولد انويكظ والشريف ولد عبد الله وعبدو محم..
لم يسجل التاريخ أن فرض دفع هذا المبلغ على أي مؤسسة؛ ولو كانت ميكروسوفت. يعرف الجميع أنه لولا ولد بو عماتو ما كان عزيز.. ولا صارت طريقه معبدة إلى القصر الرمادي. من ألقى بظلاله على المجموعة الدولية حتى قبلت ولد عبد العزيز؟
من استخدم علاقاته مع الفرنسيين والاروبيين بصفة عامة والأفارقة حتى صار لولد عبد العزيز موطأ قدم؟
كيف كان عبد الله واد سيتدخل ليقوم بمبادرة لحل الازمة الموريتانية وكيف كان سيحدث اتفاق داكار لولا ولد بو عماتو..
كيف كان للاتحاد الافريقي أن يقبل عزيز لولا ولد بو عماتو؟
جميع سكان نواكشوط يتذكرون مهرجان التحدي في عرفات، كيف كان لهذا المهرجان أن يكون لولا جهود ولد بوعماتو؟
لن نتحدث عن دور بوعماتو في حياة الموريتانيين؛ فيكفينا مستشفى العيون، ويكفينا المشايخ والشباب من كل أعراق وفئات الموريتانيين الذين رد الله إليهم بصرهم بفضل مستشفى بوعماتو.
لكننا نهمس في أذن الرئيس عزيز.. أو أذن من سينقل إليه : يا عزيز إن من نصحك بمضايقة بوعماتو ليس صديقك.. فصديقك من صدقك، وهو قد كذبك وغشك.. وزين لك ما لا يخدمك عاجلا ولا آجلا.
يثبت التاريخ أن مجتمعات أهل البادية مثل مجتمعنا تعتمد على البنية القبلية، ويبدو أن ولد عبد العزيز لا يعي هذا البعد، فهو على ما يبدو لا يتذكر أن من وقف مع صديقه القذافي هم بنو عمه، وأنهم قاتلوا معه حتى آخر لحظة وما زالوا يقاتلون..
ومن وقف مع علي عبد الله صالح هم بنو عمه وما زالوا يقفون معه.. ومن يقف مع بشار هم عشيرته.. والتاريخ خير شاهد.
يبدو أن الرجل يحرق مراكب العودة، فأي حماقة هذه التي يرتكبها؟.
ويبدو أن عزيز لا يتذكر كلماته في الاجتماع القبلي الخاص بمنزل ولد بو عماتو أيام الحملة. إذا كان عزيز يظن أنه باستهدافه لولد بوعماتو سوف ينجح في تفقيره، فهو واهم.. واهم.. واهم.. فليصادر كل أمواله في موريتانيا.. وفي المغرب وفي بلجيكا وفي فرنسا وفي سويسرا.. لو فعل فسيبقى للرجل اسمه.. ويستطيع بكل تأكيد أن يبدأ من جديد.. فهو رجل عصامي.. وعزيز خير من يعلم..
هي رسائل.. نتمنى أن تجد أذنا واعية.. قبل أن يبلغ السيل الزبى.
"ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى".. صدق الله العظيم.