استقرت أسعار العقود الآجلة لخام برنت فوق حاجز 107 دولارات للبرميل رغم توقعات بتزايد الامدادات وضعف اقتصادات الأسواق الناشئة في وقت ارتفع فيه الخام الأميركي ليقترب من حاجز 96 دولارا للبرميل بسبب موجة من الطقس البارد في الولايات المتحدة.
ومن المتوقع على نطاق واسع أن يخفض مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) برنامجه لشراء السندات عشرة مليارات دولار أخرى خلال اجتماعه الذي يبدأ اليوم الثلاثاء ويستمر يومين وهو ما سيؤثر سلبا على السيولة في الأسواق الناشئة.
ويرجع ضعف أسعار برنت إلى موجة بيع في أسواق الأسهم في آسيا وأوروبا إثر تراجع عملات وسندات الأسواق الناشئة الأسبوع الماضي. وقال كارستن فريتش محلل الطاقة لدى كومرتس بنك في فرانكفورت إن “المستثمرين ينسحبون من الأصول عالية المخاطر ويشمل هذا السلع الأولية المرتبطة بدورة الاقتصاد” مبديا اندهاشه لأن برنت لم يتراجع بشكل أكبر في ضوء خسائر الأسواق الناشئة.
وتعرضت الأسواق الناشئة لضغوط إضافية بعد أن أثارت أزمة سيولة في الصين بواعث قلق من حدوث تباطؤ، الأمر الذي نال من معظم الأصول عالية المخاطر مثل المعادن الصناعية والأسهم الآسيوية. لكن خسائر عقود الخام جاءت محدودة لتوقعات بأن الغرب سيعوض أثر تباطؤ الطلب الصيني على النفط.
وقال توني نونان مدير مخاطر النفط لدى ميتسوبيشي كورب في طوكيو “التوقعات الأساسية للنفط ليست بالغة السوء بوجه عام لأن هناك تعافيا في الولايات المتحدة وأوروبا الأمر الذي قد يعوض أثر التباطؤ في الصين… لكن هل سنمر بأزمة جديدة تنتقل عدواها عبر الأسواق الناشئة؟ هذا هو ما يشغل بال الجميع الآن.”
وأظهر استطلاع أن نمو الاقتصاد الصيني سيتباطأ تدريجيا على مدى العامين القادمين. وقد يبلغ النمو 7.4 بالمئة في 2014 بحسب متوسط التوقعات وهو ما سيكون أبطأ معدل نمو للاقتصاد الصيني منذ 1990.