بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|: الاتحاد الأوروبي : مستعدون لدعم موريتانيا في مجال الهيدروجين الأخضر :|: تقدم الأشغال في مشروع السلحفاة /آحميم :|: ما حقيقة أفول نجم العملة الخضراء؟ :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

سنوات الضياع (43) :عندما تبددت الأحلام.. في غربة الجنوب !!

mercredi 13 août 2014


كانت خطواتي المتثاقلة صباحا إلى المتجر لأتعلم التجارة وأنواع البضاعة ومحاولة تهجي أسماء البضاعة ب"الوولفية"و لباسي المتقشف ولثامي القديم الداكن اللوني ونعلى البسيطة (الرية)وعدة الشاي الوسخة والقدح الذي نشرب فيه ومواضيع الحديث التي تجمعنا توحى بأنني دخلت عالما آخر ولم أعد انتمى لكوكب أهل الثقافة والإعلام وأصحاب الشهادات.

بدوره أخي بدأ الاتصالات بأستاذه الغامبي الذي سيدرسني الانجليزية وبعد فترة تدقيق تأكد أن الأستاذ بدأ في حزم حقائبه للولايات المتحدة للتدريس هناك وهنا ضاع حلم الدراسة بسهولة وسرعة للغة الانجليزية حيث أصبح من اللازم توفير مبلغ مالي كبير لدفع تكاليفها بدل مبلغ زهيد لأستاذ الأخ المتسامح الذي كان من المفترض أن يدرسني في المنزل.

بدأت أعيش أنواعا شديدة من الغربة حيث كل شيئ حولي يوحي بأنني خرجت فعلا من دائرة المثقفين وأصحاب الشهادات وبالأحرى من سلفت لهم يد من الزمن في مرابع الدول الراقية والدراسة العصرية (تونس).

كنت استيقظ كل يوم 6:30 صباحا لأتناول طعام الإفطار على عجل مع أخى وزميله اللذين يغادران لعملهما 8:00 وأمامي احتمالان : إما البقاء في ذلك المنزل وحيدا طيلة النهار الى الساعة16:00 أو المغادرة لتعلم العمل (التجارة لغة ورطانة) مع ذلك الشاب الذي نذر نفسه للغربة ويجد متعة في ممارسة التجارة بذلك الحانوت الصغير وينتشي فرحا عند المعاملة مع تلك الشعوب وهو يجيد استخدام لهجاتها المختلفة.

كان الموريتانيون العاملون في غامبيا يعملون بالتجارة ويجيدون لغة الخطاب "الوولفية" ولهجات أخرى منها لهجة "صوصات" القومية الثانية في غامبيا بعد "الوولوف"، وهنالك قسم ضئيل من أصحاب الشهاداتيعرف الانجليزية أو تعلمها هنا في غامبيا وجد في شركات اللبنانيين "شوام" كما يعرفون هناك ب"الحسانية" فرصا مغرية للعمل حيث تنشط هذه الشركات في مجال التجارة العامة والصيدلة.

ويتحمل الموريتانيون وبينهم شباب كثير مشاق العمل ووهج الحر والباعوض صيفا وغيرها من الصعوبات بعد أهوال السفر كما وصفتها في الحلقة السابقة عاما على الأقل للظفر برواتب يعيلون منها أسرهم ويصلحون منها بعض شأنهم .

وبالمقابل فإنهم يعيشون في الكثير من ضنك العيش والغربة ويصبرون على الكثير من الصعوبات في سبيل توفير دخول لأهلهم والظهور بمظهر مادي معقول خلال شهر واحد هو عطلة أكثرهم بعد سنة أو سنتين من الصبر على تلك الأوضاع الصعبة في الغربة.

ويعتبر العاملون في شركات "شوام" أكثر حظا حيث الرواتب أوفر وثمة عقود عمل وضمان اجتماعي وتعويض عن السكن والنقل ومساعدات اجتماعية في مواسم الأعياد وغيرها وعطلة سنوية معوضة وأوقات محددة للعمل واحتساب للساعات الإضافية .

بعدما تبدد حلم دراسة الانجليزية بسبب سفر الأستاذ واستعصى إيجاد عمل مناسب لي في غير التجارة والمهن الحرة وهو ما لا أجيده وكثرت أحاسيسي بالغربة وصرت أكثر خوفا على ضياع العيال فكرت في ان أرجع للوطن ولكن قبل ذلك طلب مني أخي الصبر حتى علاج أسناني.

هكذا إذن قضيت شهرا ونصفا في علاج أسناني في "بانجول" وكان المستشفى الذي يعالجني نظيفا وفيه أطباء باكستانيون (أسسته باكستان لغامبيا) ويعرف بمستشفى "الأحمديين" والأطباء فيه يتحدثون اللغة الآنجليزية ويتعاملون بمواعيد دقيقة في مقاطعة "سركنده" ومعهم مساعدين من جمهورية غامبيا، ولكن المشكلة الوحيدة كانت هي البكور صباحا وكيف أتعامل مع أصحاب سيارات الأجرة بعد الدواء مباشرة حيث لا أستطيع الحديث ولا أعرف اللغة.

كنت متوجسا من العودة ب"خفي حنين" من هذه الرحلة ولكن الفرج من الله كان قريبا.
كنت أستمع مرة لنشرة الاذاعة الرسمية الموريتانية (20:00)ذات مرة في حانوت مجاور للمنزل ففاجأني الخبر التالي...

يتواصل ...

بقلم : محمد ولد محمد الامين(نافع)

ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثاني من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 67حلقة" .

ولمن يرغب فيها أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم (حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة).

للتعليق والملاحظات :

ouldnafaa.mohamed@gmail.com

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا