شكلت انخفاضات أسعار النفط في الأيام الماضية هواجس كبيرة عالمية وإقليمية ومحلية للعديد من الدول التي يشكل لها النفط أهمية قصوى، سواء كانت تلك الأهمية إنتاجية أو استهلاكية.
وقد أكد الخبير الاقتصادي محمد بن دليم القحطاني أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك فيصل بالأحساء، أن النفط عامة له علاقة بكل التأثيرات الاقتصادية في العالم، كما أن هناك علاقة كبيرة بين أسعار النفط وأسعار السلع الأخرى، بحيث إنه إذا ارتفعت أسعار البترول أصبح هناك تضخم في الأسعار وإذا انخفضت أسعار النفط يكون هناك حالة من العجز بحيث تكون الأسعار منخفضة، وعادة ما يسمى هذا الانخفاض بـ(المهلك) بالنسبة للتاجر.
وأضاف بن دليم « لن يكون هناك تأثير على أسعار المواد الغذائية بصورة مباشرة بسبب أسعار النفط إلا على المدى البعيد، ومن وجهة نظري أن المدى البعيد هذا قد يصل إلى 3 سنوات، كما أن هذا الانخفاض في أسعار البترول ليس له أساس مستند على أساسيات السوق، وإنما هو انخفاض سياسي لفترة محدودة قد لا تتجاوز عدة أشهر، وفي اعتقادي أن أسعار النفط سرعان ما ترجع إلى سعر 80 دولارا في الربع الثاني من 2015، إضافة إلى أن شهرين أو ثلاثة أشهر من الانخفاض في أسعار النفط مدة غير كافية، لكن عند استمرار النفط بهذا المستوى من الأسعار، قد تنخفض أسعار المواد الغذائية المستوردة.
في الجهة المقابلة أكد الخبير الاقتصادي فضل البوعينين أن التحليل المنطقي فيما يتعلق بالمواد الغذائية خاصة في ظل انخفاض أسعار البترول أن تنخفض الأسعار، كما هو حاصل في الأسواق الأوروبية والأمريكية التي انخفضت فيها أسعار هذه السلع، كما أن الانخفاض له أسباب مرتبطة بالأسعار اليومية الذي يشكل أهم مدخلات الإنتاج،ومن الأسباب الاحتكار الذي يسيطر على سوق الواردات، أما السبب الآخر فيكون في عدم تشديد الرقابة على المستوردين والضغط عليهم بالتعامل بعدالة مع تسعير المنتجات، لذلك تبقى الأسعار مرتفعة ولو انخفضت عالميا، بعكس حالة الارتفاع، حيث يسارع التجار لرفع أسعار مخزونهم مع الارتفاعات العالمية، وإن كانوا اشتروا بضاعتهم في زمن الانخفاض.