تعددت المحطات التي توقف عندها الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، رفقة وفد حكومي رفيع المستوى، منذ وصوله صباح اليوم الاثنين إلى مدينة ازويرات عاصمة ولاية تيرس زمور، في زيارة تشمل مقاطعات الولاية الثلاث.
الرئيس الموريتاني قبل زيارته للولاية كان قد نجح عبر وساطة قادها عمدة المدينة الشيخ ولد بايه، في وضع حد لأزمة إضراب عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم)؛ إضراب أدخل الولاية المنجمية في شد وجذب بين الشركة وبعض من عمالها، ووصلت شظايا تأثيره إلى حيث يفرغ قطار الحديد حمولته في الميناء المعدني بالعاصمة الاقتصادية نواذيبو.
أبرز المفارقات التي حملها الوفد الرئاسي، خلوه من وزير البترول والطاقة والمعادن، الوصي على الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (سنيم) شريان الحياة لولاية تيرس زمور وبالأخص في مدينة ازويرات.
في غضون ذلك كان لافتا تركيز الرئيس الموريتاني في مستهل زيارته على المطالب التقليدية لسكان ازويرات، أكبر مدينة في الولاية وأكثرها غلاء أسعار الإيجار، والماء الصالح للشرب، إذ أن المدينة تعتمد في سقايتها على الصهاريج التابعة للبلدية وخيرية (سنيم).
توزيع القطع الأرضية
استهل ولد عبد العزيز اليوم زيارته بتوزيع أوراق ملكية قطع أرضية لصالح موظفي الدولة في الولاية، في إطار خطة لمواجهة غلاء أسعار الإيجار في المدينة؛ وسبق لمعلمي وأساتذة المدينة تنظيم مظاهرات طالبوا فيها بمنحهم قطعا أرضية لتشييد مساكن عليها فراراً من جحيم أسعار الإيجار.
وتسعى الدولة حسب الوكالة الموريتانية للأنباء (الرسمية) من خلال توزيع القطع الأرضية إلى عصرنة مدينة ازويرات، ويشمل هذا البرنامج بناء 600 وحدة سكنية، مناصفة بين عمال الدولة وشركة (سنيم)، كما يهدف حسب المصدر نفسه إلى محاربة الأحياء العشوائية في عاصمة المناجم.
في قلب الغين
الوفد الرئاسي زار منجم كَلب الغين 2 قيد الإنشاء، وهو المنجم الذي سيمكن في فترة استغلاله الأولى من إنتاج مليوني طن من الحديد تنضاف إلى 5,4 مليون طن سنويا من الخامات المكررة ينتجها منج كَلب الغين 1.
ويدخل هذا المشروع في إطار توسعة كَلب الغين، حيث يجري استغلال أول مصنع لإثراء خامات المكنتيت منذ سنة 1984 وتبلغ طاقته الاستيعابية 5,4 مليون طن سنويا من الخامات المكررة.
وتتمثل المنشئات الرئيسية للمصنع الجديد في مصنع للتكسير وتخزين الخامات بعد التكسير ومصنع للتركيز الجاف ومصنع للتركيز الرطب وتخزين المركزات ومحطة لشحن العربات وتخزين النفايات وبنايات إدارية وفنية.
الماء.. المطلب التقليدي
الرئيس الموريتاني زار مصنع تحلية المياه خارج مدينة ازويرات على بعد 13 كيلومتراً جنوب شرق المدينة، ويعد هذا المصنع أهم مكون لتزويد المدينة وضواحيها بالماء الصالح للشرب.
الوفد الرئاسي اطلع على وضعية محطة المياه المستعملة بالمدينة، وتعنى هذه المحطة بجمع مياه الصرف الصحي وتخزينها وتوجيهها لصالح المزارع من أجل تشجيع التعاونيات الزراعية على إنتاج مزيد من الخضروات وتوفير فرص للعمل.
وتعتد هذه المحطة الوحيدة في موريتانيا التي تعالج مياه الصرف الصحي وتضطلع بدور هام في تنظيف المدينة، بالإضافة إلى تزويد التعاونيات الزراعية المحلية بمياه الري؛ وتمتد أنابيبها على مسافة ست كيلومترات في الناحية الشمالية الغربية للمدينة.
المصدر :صحراء ميديا