ومع إسدال الستار على الدراسة بات الجميع في انتظار الفرحة الثانية "يوم الزينة" أي حفل التخرج الذي مازلنا ننتظر تحديده رسميا مع علمنا بطبيعة استعداد له .
كنا نحسب الأيام طويلة وشاقة لأنه 15 يوما التي قبل حفل التخرج كانت من شهر رمضان وكان الوقت صيفا قائظا وعدد ساعات النهار يتجاوز 15 ساعة ونحن صيام .
شملت الاستعدادات بالنسبة اللباس حيث طلبت إدارة المدرسة ن ترتدي زميلاتنا ملاحف زرقاء وان نرتدي نحن الرجال بذلات سود بأقمصة بيضاء وربطات عنق سوداء وأكدت على توحيد الزي لكل جنس.
كان خروج النتائج ونجاحنا في نهاية مشوار دراسي متعب ومتعرج بما فيه أيام التكوين العسكري الصعبة مفخرة لنا جميعا حيث آن لنا أن ننتشي فرحا بالتكريم على الصبر والمثابرة والكد والتحصيل العلمي لثلاث سنوات متتالية.
أيضا كانت تغمرنا فرحة كبيرة بعد علمنا ان رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز سيشرفنا بترؤس حفل تخرجنا وهي سابقة في تاريخ موريتانيا حيث لم يسبق ان اشرف رئيس الجمهورية أو الدولة على تخريج أي دفعة بالمدرسة على الأقل.
طبعا كان يشرفنا كثيرا حضور الوزير الأول وقتها الدكتور مولاي ولد محمد الغظف ووفد من الوزراء بالقطاعات التي تتبع لها الدفعة حيث حضر عن قطاعنا وزير الاتصال وقتها الأستاذ سيدي محمد ولد محم رئيس الحزب الحاكم حاليا.
دخل جميع الخريجين بالدفعة مع زميلاتهم إذن في سباق مع الوقت للتحضير ليوم الزينة "التخرج"والفرحة بما يتطلبه من لباس غالي السعر وغيره من المستلزمات خاصة بالنسبة للزميلات.
كانت المكالمات تترى بين الزملاء في الدفعة ويهنئ بعضهم بعضا بالنجاح وخاصة بعد ان عرفنا بالضبط تاريخ يوم الحفل المشهود والذي حددته إدارة المدرسة 15 يوليو 2014الموافق لتاريخ أول معركة فاصلة في الإسلام أي 17 رمضان تاريخ غزوة بدر الكبرى.
قبل يوم الزينة كنا نزور المدرسة للاطلاع على أخر الاستعدادات عن حفل التخرج ولقاء بعض الزملاء في الدفعة وتبادل التهانئ معهم،وقد أبلغنا بأيام قليلة أن الحفل سيكون في قصر المؤتمرات وبأن كل طالب موظف له الحق في دعوة شخص واحد معه.
كما علمنا أن الحفل سيحظى بتغطية إعلامية رسمية ومستقلة كبيرتين و[ان الجهات العليا في الدولة تعول كثيرا على هذه الدفعة في المساهمة بفعالية في بناء الوطن.
لا أنسى هنا طبعا الدور المهم لصفحة الدفعة في المدرسة على الفيس بوك وصفحة شعبتي خاصة فيه فقد كانتا خير همزة وصل للربط بيننا كطلبة موظفين من جهة وخير أرشيف يحفظ لنا تاريخ السنوات الثلاث بحلوها ومرها.
وللإشارة فإن الصفحتين بالفعل ظلتا والى اليوم خير رابط بننا كموظفين وزملاء جمعتنا أيام الدراسة والتدريب العسكري ويالها من صداقة كثيرا ما تصمد بفعل أن صداقة الدراسة مبنية على الاحترام والتقدير ونحن كنخبة نقدر هاتين الخاصيتين كثيرا.
عاش الجميع من طلبة المدرسة وموظفيها في حبور غامر في انتظار ...
يتواصل
بقلم :محمد ولد محمد الأمين "نافع"
ملاحظة : لفهم هذه اليوميات في جزئها الثالث من المفيد جدا مطالعة الجزء الأول منها تحت عنوان :" يوميات طالب الغربة في 66حلقة والثاني تحت عنوان :"رحلة البحث عن الوظيفة الرسمية في 55 حلقة".
ولمن يرغب فيهما أن يبعث للكاتب على العنوان البريدي الالكتروني. الكاتب نشرت له جامعة جورج تاون الأمريكية في بعض كتبها التي تدرس بجامعات العالم"حلقات من الجزء الاول يوميات طالب الغربة".
للتعليق والملاحظات :
ouldnafaa.mohamed@gmail.com