يدور جدل منذ ايام حول ضرورة ترشيح مرشحين من جنسيات عربية اخرى خاصة الخليج مع المصريين لتولي منصب الامين العام حيثساد عرف منذ انشاء الجامعة العربية بان تتولى دولة المقر منصب الامين العام وبلغ عدد الامناء العامين المصريين 6 وواحد تونسي.
وقد أعلن نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن فترة ولايته كأمين عام للجامعة تنتهي في أول يوليو/تموز المقبل، مؤكداً أنه طلب من الحكومة المصرية عدم التجديد له لفترة جديدة، فيما أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أن بلاده تعتزم التقدم بمرشح جديد للمنصب.
وقال العربي أمس الأحد، لقد تم انتخابي في 15 مايو/أيار 2011 لمدة خمس سنوات، واستلمت ولايتي كأمين عام للجامعة في أول يوليو من نفس العام، موضحاً أنه طلب من الحكومة المصرية عدم التفكير في طلب التجديد له لفترة جديدة، مشيراً إلى أنه مستمر حتى انتهاء ولايته.
ولفت العربي « 81 عاماً » إلى أن الفترة التي قضاها كأمين عام للجامعة، شهدت اضطرابات وتحديات جساماً، لكن بالرغم من ذلك حاولت الجامعة القيام بدورها، مؤكداً أنها مؤهلة لذلك، مشيداً بجميع العاملين فيها وقال : أشهد بأنهم يقومون بواجباتهم على أكمل وجه.
وأوضح أنه منذ مشاركته في أول اجتماع لوزراء الخارجية العرب في سبتمبر/أيلول 2011، أكد ضرورة تطوير وتحديث ميثاق الجامعة، الذي تمت كتابته عام 1944، وقال إنه كرر هذا الطلب عشرات المرات، وذلك حتى تكون الجامعة منظمة معاصرة تستطيع أن تواجه التحديات الجسام في المشرق والمغرب.
وأضاف « أنه بالفعل تم إنشاء لجنة برئاسة الوزير الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي، ووضعت تقريراً مهماً أقرته القمة العربية »، مؤكداً أن الموضوع في يد الدول العربية الآن، ويتوقف على إرادتها إقرار الميثاق الجديد.
وأشار إلى أنه كانت هناك أمور أخرى مهمة بحثت خلال هذه الفترة، وفي مقدمتها موضوع القوة العربية المشتركة، التي اقترحها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قمة شرم الشيخ، وتم بالفعل عقد اجتماعين تاريخيين لرؤساء الأركان العرب والموضوع مطروح الآن أمام الدول العربية عندما تقرر اتخاذ القرار بشأن إنشاء هذه القوة، مشيراً إلى أن هناك أموراً أخرى كثيرة لم تتبلور بعد مثل المحكمة العربية لحقوق الإنسان، لكنه عبر عن قناعته بأن التوجه العام يرمي إلى الإصلاح والتطوير.
وترجح مصادر داخل الجامعة ترشيح أحمد أبو الغيط وزير الخارجية السابق، كأبرز مرشحين لخلافة العربي بعد اعلان الرئيس السيسي عن عدم استغنائه في الظرف الحالي عن وزير خارجيته سامح شكري.
وإذا صحت بعض التقارير، التي تشير إلى أن أبو الغيط آخر وزراء خارجية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، لا يحظى بقبول عربي كافٍ، فإن سامح شكري، الذي أثبت كفاءة عالية في إدارة ملفات الدبلوماسية المصرية، على مدى العامين الماضيين، فضلاً على خبرته الطويلة في السلك الدبلوماسي، هو المؤهل بأن يكون مرشح مصر للمنصب، إن لم تحدث تطورات في الساعات الأخيرة، مع تصاعد المشاورات المصرية، والتي تأخذ طابعاً هادئاً خلال المرحلة الراهنة.
وكان المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، قال إن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تقدم بمرشح جديد ذي ثقل وخبرة دبلوماسية كبيرة إلى الملوك والرؤساء والقادة العرب لشغل منصب أمين عام الجامعة خلفاً للعربي، لافتاً إلى أن مشاورات رفيعة المستوى تجرى حالياً للحصول على الدعم العربي للمرشح المصري.
وكانت رئاسة الجمهورية المصرية أعربت عن عميق الشكر والتقدير للعربي في اختتام مهام عمله. وقالت، في بيان أمس، إن العربي كرس وقته وجهده وخلاصة خبرته القانونية والدبلوماسية لصالح خدمة القضايا العربية والدفاع عن مصالح الدول والشعوب العربية، في مرحلة تاريخية صعبة وغير مسبوقة واجهت فيها الدول العربية ولا تزال تحديات جسيمة طالت كياناتها ومؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
وتابع البيان أن العربي قاد بخبرته القانونية والدبلوماسية الكبيرة مسيرة العمل العربي المشترك، وواصل بجهد وإتقان الجهود المبذولة لتطوير الجامعة، من خلال تطوير ميثاق الجامعة وآليات عملها، لتصبح أكثر تعبيراً عن آمال وتطلعات دولها الأعضاء من شعوبٍ وحكومات في دعم أواصر علاقاتها العربية ومواجهة تحديات العلاقات الدولية المعاصرة.
وكالات