اعتبر أمين عام اتحاد المستثمرين العرب جمال بيومي مستوى اقتصاديات الدول العربية متقدما، لكنه لم يصل بعد الى المستوى المرغوب الذي يتناسب مع القدرات العربية العديدة، متوقعا ان يرتفع اداء الاقتصاد العربي بنهاية العام الجاري.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء "شينخوا" قسم بيومي الدول العربية من حيث المستوى الاقتصادي الى ثلاث فئات، الاولى تضم دول المشرق والمغرب العربي مثل "مصر وليبيا والجزائر وتونس والمغرب وسوريا ولبنان"، قائلا ان اقتصاد دول هذه الفئة "افضل من المتوقع" رغم الازمة المالية العالمية.
وضرب بيومي مثلا بالاقتصاد المصري الذى لم يتأثر كثيرا بهذه الازمة بسبب عمليات الاصلاح المصرفي وتطبيق معايير سلامة الاداء المصرفي من قبل البنك المركزي وعدم وجود قروض "رديئة أو مسمومة".
وأوضح ان التأثر النسبي الذي أصاب بعض قطاعات الاقتصاد المصري كان بسبب تأثر اقتصاديات الشركاء الاوروبيين بالازمة المالية، ما ادى الى تراجع وارداتهم من مصر، معتبرا اداء الاقتصاد الداخلي في مصر "ايجابي"، حيث شهدت معدلات السياحة وقناة السويس تقدما، كما نمى السوق العقاري وصناعة تكنولوجيا المعلومات.
وتضم الفئة الثانية دول الخليج التي تأثرت اقتصادياتها "بشدة لانها ضاربت على السوق العقاري وخسرت كثيرا ومازال ذلك يؤثر على سوق دبي"، مشيرا إلى أن البورصات فى دول الخليج العربي تشهد "تراجعا"، بينما الاتجاه العام للبورصة المصرية الذى كان يتأرجح في فترة ما اصبح الان يسير نحو التقدم.
أما الفئة الثالثة فتضم الدول الاكثر فقرا مثل جيبوتي وجزرالقمر وموريتانيا والصومال، وهي دول تأثر أداؤها الاقتصادي لأن اقتصادياتها ضعيفة، مؤكدا أن اقتصاديات الدول العربية بشكل عام يتحسن أداؤها وهناك "تقدم لا بأس به .. لكنها يمكن ان تحقق تقدما أكثر".
وقدر قيمة الناتج المحلي الاجمالي للدول العربية خلال العام الماضى بحوالي 1.9 تريليون دولار، بينما بلغ معدل النمو حوالي 6%، فيما وصل متوسط دخل الفرد حوالي 5858 دولار وهو معدل مرتفع بالنسبة لدول المغرب العربي إذا أخذنا في الحسبان القوة الشرائية في هذه الدول، متوقعا أن يرتفع مستوى الاقتصاد العربي خلال 2010، وأن تصبح معدلات النمو افضل.
وحول استقرار أسعار النفط، التي تدور حول 70 دولارا، وتأثير ذلك على التنمية الاقتصادية العربية، قال بيومي إن النفط يشكل وسيلة من وسائل تراكم الثروة والاحتياطيات المالية والسعر الحالي للبرميل يعتبر "منخفضا بل انه اشبه بالسرقة".
ورغم اقراره بانخفاض سعر برميل النفط فان بيومي أوضح أن لذلك تأثيرات ايجابية وسلبية في الوقت ذاته تتمثل الاولى فى ان هذا الانخفاض سيدفع العرب الى التوقف عن الاعتماد على البترول كمصدر اساسي للثروة، بينما تتمثل الثانية فى ان انخفاض السعر سيؤدى الى تقليل ايرادات الدول العربية .
واوضح ان الدول العربية تملك فوائض مالية كبيرة وستفضل الاستثمار فى اراضيها فى ظل تراجع ثقتها فى الغرب، مؤكدا ان هناك "حركة من الجدية قد تؤدى الى تحسن اداء الاقتصاد العربي".
موقع :المحيط