أسعار النفط العالمية، أول مُحددات النشاط الاقتصادي على الإطلاق مع بداية كل يوم جديد، فالطاقة متمثلة في أهم صورها الحالية والتقليدية النفط، تمتلك التأثير الأكبر على تكاليف النشاط الصناعي، ولكن أسعار النفط في حد ذاتها شديدة الارتباط والتأثير بكافة الأحداث السياسية بالعالم خاصة بمناطق إنتاج الطاقة وفي الصدارة منها منطقة الخليج العربي، واليوم أفادت الأنباء أن مع ختام الأسبوع ليوم الجمعة 27 سبتمبر 2019 تراجعت أسعار النفط، ويتبقى السؤال لماذا اليوم حدث هذا التراجع بأسعار النفط سواء للعقود الآجلة أو عقود الخام الأمريكي، أو خام برنت أو خام غرب تكساس، بمعنى كان التراجع عالمياً بالفعل.. فهيا بنا نتعرف على أسباب التراجع.
أسباب تراجع سعر النفط الجمعة
بداية هناك حالة عامة تُسيطر على المستثمرين بالقطاع النفطي وعلى المضاربين بالبورصات العالمية سواء كان المر يتعلق بالدولار أو الأسهم خاصة الأمريكية منها أو الذهب أو بالقطع النفط، أن هناك تخوفات مؤكدة ترجمتها العديد من المؤشرات والأرقام أن النمو العالمي تحت الوطأة الشديدة من توترات اقتصادية بين بكين وواشنطن سوف يشهد تراجع، هذا التخوف دفع المستثمرين للتأكد من انحسار الطلب على النفط بالمرحلة القادمة، ومن ثم كان هذا وحده كفيلاً بتراجع أسعار النفط.
لكن مع حدوث توترات منطقة الخليج، وفي الصدارة منها الهجوم الماضي على معملي أرامكو بالمملكة العربية السعودية كأكبر منتج وأكبر مُصدر على الإطلاق للنفط، دفع هذا أسعار النفط للصعود، وبشكل سريع، ولكن ماذا حدث اليوم لتتراجع الأسعار مُجدداً.
إن تصريحات الرئيس الإيراني بأن هناك توجه من الولايات المتحدة بل وصل الأمر أن ادعى الرئيس الإيراني أن هناك شبه صفقة بين بلاده وواشنطن، لرفع العقوبات التي هي مفروضة على إيران مقابل شرط وحيد وهو استئناف التفاوض معها، رغم أن تلك التصريحات نفاه الرئيس الأمريكي ونفى صحتها، إلا أن في بداية صدورها وحتى وان كذبها الرئيس الأمريكي أعطت انطباع باستعداد إيراني للتفاوض ومن ثم اتجاه الأمور للتهدئة وعودة التخوف الأخر من تراجع النمو الصناعي للجانب الأخر من المشهد الناتج عن نزاعات الصين الولايات المتحدة التجارية دفع النفط اليوم مُجددا للتراجع.