أعلنت إدارة مهرجان أيام قرطاج السنمائية بتونس، تكريم المخرج الموريتاني الراحل محمد هند، وذلك في إطار الدورة الحادية والثلاثين من المهرجان التي تحتفي بعدد من المخرجين ممن تركوا بصمتهم في المشهد السينمائي وفي صناعة السينما.
ووقّع المخرج الراحل عدة أفلام سينمائية، بدءا من "أيتها الشمس" مرورا بفيلم "كل مكان ولا مكان"، و"العرب والزنوج جيرانكم"، و"ملك الحبال"، و"يكفينا من النوم حين نموت"، وختمها بفيلم "فاطمة" الذي رأى النور عام 2004.
ويكرم مهرجان قرطاج السينمائي في دورته المقررة في (18 ديسمبر 2020) عددا من المخرجين من أبرزهم السينغالي جبريل ديوب مامبيتي، والتونسيان سلمى بكار وعبد اللطيف بن عمار.
ويعدّ المخرج السينمائي الموريتاني محمد هندو (1936 – 2019) الذي رحل يوم02 مارس2019 في باريس أحد الفنانين الروّاد الذين قدّموا تجارب لافتة في ستينيات القرن الماضي وضعتهم إلى جانب نخبة المخرجين الأفارقة الذين عملوا على تأسيس سينما مستقلّة لقارتهم السمراء من أمثال عثمان سمبين وبولين فييرا من السنغال، وسليمان سيسي من مالي، وإدريسا ودراوغو من بوركينا فاسو.
وُلد الراحل في مدينة أطار (شمالي نواكشوط) وهاجر إلى الرباط حيث أمضى فيها خمس سنوات ثم إلى فرنسا، وعمل في مهن عدّة قبل أن يلتحق بدراسة الفن المسرحي في مدينة مرسيليا، ويصبح ممثلاً مسرحياً منذ بدايات الستينيات وشارك في العديد من الأعمال على خشبة مسرح الذخيرة الفرنسي.
توجه بعد ذلك إلى العمل ممثلاً في عدة أفلام فرنسية، لكنه سيقرّر في نهاية الستينيات تأسيس مشروعه الخاص من خلال سينما مستقلة تعبّر عن قضايا وهموم الجغرافيا التي ينتمي إليها، فقدّم فيلم "جولة في المنابع" عام 1967، وعالج خلاله إشكالية العودة إلى الوطن بعد سنوات الهجرة الطويلة.