أبحرت فجر اليوم السبت آلاف الزوارق في عمق المياه الموريتانية بعد إنتهاء الراحة البيولوجية التي دامت شهرين ،فيما بدأ تدفق آلاف الصيادين إلى المدينة منذ الأمس على ميناء الصيد التقليدي.
وبدت الحركية نشطة في مداخل الميناء،فيما يسابق الصيادون القادمون من الريف والقرى الزمن في استكمال إجراءات تجهيز زوارقهم والإبحار من أجل استغلال الفترة الممنوحة لهم قبل الصيد الصناعي في 10 يوليو.
سوق مفتوحة...
وتحول الميناء إلى سوق مفتوحة ،حيث تعددت المعروضات في مداخل الميناء من ألبسة ووسائل للصيد إلى المؤن والتجهيزات التي يقتنيها الصيادون التقليديون قبيل إبحارهم في الزوارق في رحلة البحث عن الإخطبوط.
ولتسهيل حركية مرور الصيادين قام الدرك بإغلاق الطريق المؤدي إلى البوابة الثالثة للميناء من أجل انسيابية حركية الصيادين القادمين إلى الميناء ، فيما تحولت جوانب الطريق إلى سوق مفتوحة للصيادين للتزود قبل الإبحار في الزوارق مباشرة.
وداخل الميناء انتعشت الحركية التجارية في مختلف جوانبه ، فيما كثف التجار الحركية لإستغلال الفرصة التي تعد موسما مهما يعول عليه الكثيرون في انتعاش نشاطاتهم بعد توقف دام شهرين أثر سلبا على المدينة ،وتسبب في ركود اقتصادي وتعطل على مستوى الميناء.
مخاوف مبررة...
بدورهم الصيادون عبروا عن مخاوفهم من هبوط أسعار الإخطبوط،وعدم إشعارهم بها مع استئناف نشاطهم،مشيرين إلى أن ذلك مؤشر غير مطمئن لهم مطالبين الدولة بأن تتدخل لحمايتهم، ووضع حد للمضاربات التي تحدث كل سنة من أجل ضمان الحد المعقول للأسعار بدل ترك الأمور دون رقابة.
وقال الصياد رافع ولد الشيخ لوكالة الأخبار إن معاناتهم الحقيقية تتمثل في عدم معرفتهم لأسعار الإخطبوط ،وبالتالي يبحرون دون معرفتها وبعد عودتهم تحدد لهم وبالتالي لم يعد أمامهم أي خيار ،مشيرا إلى أنه في حالة وفرة الإخطبوط تهبط أسعاره وبالتالي تضيع تضحياتهم في عمق البحر في مهب الريح على حد قوله.
ويقاسمه في الرأي الكبير بلخير في أن التحدي الأكبر للصيادين هو أسعار الإخطبوط حيث أنهم يغادرون دون معرفة السعر ،وبعد العودة يتم إشعارهم بالسعر ،منبها إلى أن الإغلاق السابق كان سعر الإخطبوط 3000 أوقية للكلغ ولكنهم اليوم ليست لديهم أي معلومات عنه.
واعتبر ولد بلخير أنهم بحاجة إلى حمايتهم فيما يتعلق بالأسعار بغية استفادتهم من رحلاتهم في عمق المحيط ،وضمان حد معقول فيما يتعلق بالأسعار داعين السلطات إلى حماية الصيادين من المضاربات فيما يتعلق بالأسعار.
وعبر ولد بلخير عن أمله في أن يكون الافتتاح الحالي أفضل من سابقيه،وأن يتمكنوا من العودة بشباك مليئة بالإخطبوط ،وأن تتحسن الأسعار بشكل ملحوظ عن سابقيه .
شكاوي وردود...
بدورهم بعض الشباب العاملين في الصيد التقليدي عبروا عن عدم رضاهم من الطريقة التي يعاملهم بها ملاك الزوارق،مطالبين بنظام عادل يضمن لهم حقوقهم.
وقال الصياد الشاب عبد الله ولد محمد إنهم يعملون في زوارق ،وإن النظام الذي انتهجه ملاك الزوارق ليس ذا مردودية اقتصادية عليهم غير أنهم مضطرين إلى العمل بحكم الحاجة الماسة إلى العمل.
وطالب ولد محمد بإيجاد نظام عادل للعمل في الزوارق بدل النظام الحالي،وأن لايترك الحبل على الغارب لملاك الزوارق لفعل ما أرادوا،وأن يكون فيه نظام يضبط علاقتهم بعمالهم.
بدوره العامل في الصيد التقليدي سعد بوه محمد صالح قال في رد على تصريح الشاب عبد الله ولد محمد بأن ماورد فيه ليس صحيحا،وإن نظام الزوارق واضح يقوم على نظام الشراكة بين المالك والعمال من أجل المصلحة ويتقاسمون الربح بالمساواة حسب قوله.
الأخبار