بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|: الاتحاد الأوروبي : مستعدون لدعم موريتانيا في مجال الهيدروجين الأخضر :|: تقدم الأشغال في مشروع السلحفاة /آحميم :|: ما حقيقة أفول نجم العملة الخضراء؟ :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

ملاحظات حول الوضعية السياسية في موريتانيا / عبد القادر ولد الصيام

الأمين العام للمركز الموريتاني للحوار-أمريكا

samedi 9 juillet 2011


مدخل :

تعيش موريتانيا منذ سنوات أزمات سياسية نتجت عن عهود طويلة من الحكم الفردي الإستبدادي القائم على هيمنة العسكر و بعض رجال الأعمال و القبائل على السلطة و الثروة, و قد تعددت أساليب الرفض لهذا الحكم و تنوع الرافضون له و اختلفت حدّة الرفض بحسب الظروف الزمانية و المكانية,و قد كانت ذروة الرفض لهذا الظلم و الجبروت تلك التي حدثت في يونيو 2003 و استمرت بأشكال متنوعة حتى أدت –بشكل غير مباشر- إلى الإطاحة بنظام العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطائع.

و منذ الثالث من أغشت 2005 بدأت صفحة جديدة –أو هكذا قيل و ظن بعض الناس !- و تم تنظيم انتخابات برلمانية و بلدية كانت نزيهة في الغالب , ثم تلتها انتخابات رئاسية في ابريل 2007 و رغم ما حدث فيها من شراء للذمم و تأثير على إرادة الناخب إلا أنها كانت نزيهة من حيث "الشكل و الإجراءات" و أتت بأول رئيس مدني منتخب , لكن العسكر الذين دعموه و رقّى قادتهم إلى رتب سامية قاموا بالإنقلاب عليه غداة السادس من أغشت 2008 , و بدأت مرحلة أخرى من رفض الظلم و الطغيان و حكم الفرد و العسكربشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البلاد.

و بعد أخذ و رد التأم شمل الطبقة السياسية –المؤيدة للإنقلاب و المعارِضة له- في داكار و قامت بتوقيع "اتفاقية داكار" التي دعت إلى فترة انتقالية وجيزة ذات حكومة مكونة من كافة أطراف الأزمة حينها ( العسكر و مؤيدوهم-التكتل – و الجبهة ) ثم سعت إلى تنظيم انتخابات رئاسية فاز فيها الرئيس الحالي , و رغم ما قيل حول الخروقات التي اكتنفت عملية الإقتراع و بطاقات الناخب و رفض الحكومة للتحقيق في ذلك إلا أن معظم الطبقة السياسية قبلت –راضية أو مكرهة- بنتيجتها سعيا إلى إخراج البلد من أزماته السياسية و الإقتصادية و خوفا من تأثير هذه الأزمات على المجتمع الموريتاني.

و اليوم و بعد 3 سنوات من انتخابات 18 يوليو 2008 فإن بلادنا لا تزال تعاني من أزمات حادة , سياسية في ظاهرها و اقتصادية و اجتماعية في حقيقتها و هي ناتجة عن عدة عوامل من أهمها –في اعتقادي- انفراد الحاكم و موالاته بالقرار السياسي و طغيان المال السياسي و تصفية الخصوم السياسيين و تغييب المعارضة عن المشاركة في الشأن العام و استأثار العسكر بالحكم .

و سأتحدث عن الوضعية السياسية –باختصار من خلال المحاور التالية :

1-الحوار مع المعارضة و إشراكها في العملية السياسية

2-محاربة الفساد و العدالة الإنتقائية

3-السياسة الخارجية

4-الحرب على الإرهاب

5-قضايا أخرى

1- الحوار مع المعارضة و إشراكها في العملية السياسية :

لم تف حكومة الرئيس الحالي بالتزاماتها في "اتفاقية داكار" في ما يخص الحوار مع المعارضة و إشراكــَها في القرار السياسي" , و قد قال الرئيس بأن هذه الاتفاقية "ليست قرآنا" و بالتالي فهي ليست مهمة و لا ملزمة , و كان من نتائج ذلك إبعاد المعارضة عن كل القرارات الهامة و الوظائف العامة –في الداخل و الخارج-

و نعتقد بأن الإنفراد بالقرار السياسي أمر خطير , و من أمثلته السيئة : اتفاقية الصيد مع الصين و التي رفضناها و نظمنا مظاهرة للتنديد بها في سنسناتي أوهايو يوم 19 يونيو الماضي, و لو تم إشراك المعارضة و مؤسسات المجتمع المدني في مناقشة هذه الإتفاقية و تعديل جوانبها السئية – و ما أكثرها- لكان ذلك أفضل للبلد من اتفاقية تعطي للصينييين كل شئ و بدون مقابل في الظاهر اللهم إلا إذا كانت ثمة عمولة أو صفقات سرية لم نطلع عليها.

و كما خلت الحكومة من وزير من المعارضة فقد خلت كل المناصب الهامة في الوزارات و الإدارة الإقليمية و السفارات من شخصيات معارضة , و هو أمر مؤسف و مرفوض, ذلك أن التعيينات ينبغي أن تكون عادلة و منصفة و أن تعتمد المهنية –لا الولاء- أو أن تكون بالتساوي أو المحاصصة وفقا لمعايير متفق عليها.

و قبل أن أنهي هذا المحور لا يسعني إلا أن أشرك المعارضة في النقد , حيث عانت "مؤسسة المعارضة" من أزمات عديدة تسببت في خروج بعض الأحزاب منها , كما كان للخلافات الحادة بين قطبيها أثر كبير على أدائها , و قد تميزت العلاقات بين مكوناتها بالتوتر و عدم الثقة , و هو ما يعطي انطباعا للبعض بأن من لم يستطع تسيير مؤسسة معارضة ذات أحزاب محدودة فلن يكون بإمكانه تسيير بلد متعدد الأعراق و الأحزاب .

2-محاربة الفساد و العدالة الإنتقائية :

لقد اتخذت الحكومة الحالية عدة قرارات تدّعي من خلالها "محاربة الفساد" و ترشيد الأموال العمومية , و قد تم في هذا الإطار إلزام جهات و شخصيات متعددة بإرجاع بعض الأموال التي تم "اختلاسها" أو "صرفها بطريقة غير قانونية" , و لكن هذه السياسة أيضا أدت إلى اعتقال شخصيات عديدة و تم اعتقال بعضها اعتقالا تحكميا في مخالفة صريحة للقوانين , كما تم الزج ببعض مخالفي النظام في السجون تحت طائلة :"محاربة الفساد", و في هذا الإطار فإننا نعتقد بأن قضية كل من مدير الصناديق الشعبية للقرض و الإدخار و شركة "سونمكس" تدخل في هذا الإطار .

و مع أننا نعتقد بأنه لا يوجد مسؤول فوق المساءلة و التفتيش –بدءا من أي محاسب و مدير مرورا بالوزراء و الوزير الأول و انتهاء برئيس الجمهورية- إلا أننا نعتقد بأن ذلك كله يجب أن يتم وفقا للمسطرة القانونية الموجودة و بعيدا عن التعسف و الظلم, و مع أنه يصعب الدفاع عن الأداء الإداري و المالي لأي شخص إلا انه لا يمكن الإختلاف حول الدفاع عن حقوق هؤلاء القانونية باعتبارهم متهمين لم تثبت إدانتهم و لا يزالون في حبس تحكمي مخالف لقوانين البلد, و هو ما نطالب برفضه و تصحيحه.

كما نرفض منح كثير من الصفقات و المشاريع لمقربين من النظام و بعضهم من الفاسدين المعروفين بفسادهم و عدم التزامهم بقوانين البلد, و نطالب بشمول المساءلات و التفتيش و الاعتقال لبعض هؤلاء.

3-السياسة الخارجية :

لقد تميزت السياسية الخارجية للنظام الحالي بالتذبذب , فرغم أنه قطع –أو جمّد- العلاقات مع إسرائيل و هو قرار لاقى ترحيبا كبيرا من النخبة و الشعب , إلا أن سياسيتا العربية و الإفريقة كانت متذبذبة و غير ناحجة بشكل عام , كما كان لتعيين سفراء معروفين ب"فسادهم" و عدم وطنيتهم و مهنيتهم دور كبير في رسم و تنفيذ هذه السياسة الفاشلة.

و على سبيل المثال فإنه بدلا من السعي إلى تحسين العلاقات مع دول الخليج سعى النظام الحالي إلى تعزيز العلاقات مع إيران , و هو ما أدى إلى إغضاب هذه الدول الصديقة و التي تعودنا على مساعداتها و قروضها , كما أن موقف النظام من المسألة الصحراوية أدى إلى توتر علاقاتنا مع كل من الجزائر و الصحراء في بعض الفترات , ثم جاء موقف الرئيس و نظامه من الثورات العربية –خصوصا في ليبيا و سوريا- ليزيد الطين بـِلّة , حيث واصل النظام دعمه لهذه الأنظمة القمعية في موقف يتجاهل حقوق هذه الشعوب في الحرية و يُعرّض مصالح بلادنا للخطر .

و لم يكن أداء دبلوماسيتنا في ما يتعلق بجالياتنا في الإمارات و ساحل العاج و أنغولا و ليبيا بمختلف عن سابقه حيث لم تحرك ساكنا في ما يتعلق بفقدانهم لوظائفهم (في الإمارات) و لا بحل مشاكلهم القانونية ( في أنغولا) و لا بترحيلهم ( من ساحل العاج ) و توطينهم بعد عودتهم ( من ليبيا) حيث لا يزالون غرباء في وطنهم.

كما شهدت علاقاتنا مع مالي توترا في بداية حكم النظام الحالي بسب رفضها تسليم مطلوبين للنظام , و هو ما تبعه النظام بجملة من "الإجراءات العقابية" للجارة الصديقة و التي تربطنا بها علاقات عديدة ,و قد تميز تاريخ هذه العلاقة بالحميمية و الإستقرار, قبل أن يتم الصلح –كرها- من طرف فرنسا من أجل "محاربة الإرهاب" في الساحل و جنوب الصحراء الكبرى, و هو ما سأعرض له في النقطة الموالية.

4-الحرب على الإرهاب :

لقد عانت بلادنا –و للأسف- من ظاهرة الإرهاب و الجريمة العابرة للقارات , و كان جنودنا و مدننا عرضة لهجمات عديدة أسفرت عن ضحايا , و قد أجمع الموريتانيون على رفض هذه الظاهرة و ضرورة محاربتها , و إذا ما أخذنا في الحُسبان وضعية بلدنا المتّسمة بكونه ضعيفا و محدود الموارد و ذا مساحة كبيرة فإن ذلك كله يجعل من محاربة هذه الظاهرة أمرا عسيرا و مكلفا.

و نعتقد بأن سياسة "الإحتواء" و تحصين المعابر و نقاط التفتيش المتنقلة و تطبيق القوانين المتعلقة بهذه الظاهرة أولى من "حرب شاملة" في الخارج لا تتوفر بلادنا على مصادر لتمويلها و لا مُعدات لإنجاحها , و لا تترتب عليها فوائد في مقابل ما يـُبذَل فيها من أرواح و أموال نحتاجها لتنمية البلاد و تقديم خدمات للمواطنين , و نعتقد بأنها "حرب بالنيابة" عن جهات خارجية تود حماية دولها و مواطنيها من هذا الخطر قبل أن يصل إلى حدودها و دون أن تدفع في ذلك قطرة دم واحدة.

5-قضايا أخرى :

هناك قضايا عديدة سأشير إلى بعضها بشكل عام :

5-1 : قمع المتظاهرين :

لقد قامت السلطة الحاكمة بقمع المتظاهرين السلميين الطالبين بتغيير الأوضاع , و هو أمر مرفوض و مخالف للدستور الذي يكفـُل للمواطنين حق الإعتصام و التظاهر و التعبير السلمي

5-2 : الترحال السياسي :

لقد دأبت نخبتنا السياسية على الإرتحال السياسي من حزب لآخر و من المعارضة للموالاة بحثا عن منافع ذاتية , لكن الحكومات المتعاقبة ظلت تشجع ذلك من خلال بذل المال و المناصب لمن ينشق عن المعارضة و ينضم إليها , و هو سلوك غريب ندعو إلى تغييره حفاظا على استقلالية الإنتماء السياسي و رفضا لسياسة :"فرق تسد" المعتمدة على الإغراء بالمال و المناصب ( عطاء من لا يملك لمن لا يستحق !!).

5-3 : بيع ممتلكات الدولة لمقربين من النظام :

و هي ظاهرة متجذرة في نظامنا السياسي للأسف , و قد بيعت أراضي "ابلوكات" بأثمان بخيسة لمقربين من النظام , كما كان متوقعا أن تُباع "الموسيقى العسكرية" لرجل أعمال مقرب من النظام و بسعر يقل عن ثمن حانوت من ضمن عشرات الحوانيت التي طلب منه التجار بناءها , و هو أمر يبعث على الأسى و القلق, و سيؤدي إلى ثقافة الحقد و الكراهية من المحرومين للأغنياء المفسدين.

و ختاما : فإننا نرى أن الوضعية السياسية الحالية في بلادنا وضعية سيّئة و خطيرة و غير مستقرة , و إذا لم يتداركها عقلاء البلد فإنها قد تتحول من سئ إلى أسوأ –لا قدّر الله- و ستقود إلى أمور لا قـِبــَلَ للشعب و البلد بها , و هو ما يجعلنا ندعو –و بصدق – كافة الأطراف السياسية إلى المشاركة في حوار وطني مفتوح أمام الجميع و بدون قيود أو شروط, يتم من خلاله مناقشةُ و تشخيصُ الوضعية القائمة و إيجادُ حلول للمشاكل الرئيسية التي يعاني منها البلد , و العمل على تطبيق نتائج هذا الحوار , لأن الحوار من أجل الحوار عبث , و ما لم يتم تطبيق نتائجه و توصياته فلن تكون له فائدة.

= =

** كلمة الأمين العام للمركز في المحور الثاني من ندوة "الوضعية الإقتصادية و السياسية في موريتانيا" و المنظمة بمنطقة سنسناتي أوهايو يوم الإثنين 4 يوليو 2011 من طرف بعض المنظمات الموريتانية في أمريكا الشمالية

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا