بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾
علمنا ببالغ الحزن والأسى بنبأ رحيل ركن من أركان الأسرة ابن الوطن البار المرحوم الشيخ العلامة محمد يحظيه بن البار، فاعتصر الألم قلوبنا لفقد علم من أعلام الوطن، كرس حياته لنشر العلم والعمل به، فما كان منا إلا التسليم بقضاء الله وقدره، وتذكرنا أن ما عند الله خير له مما عندنا، غير أن جرحه الغائر في قلوبنا نزف شعرا لعله أن يكون عزاء للوطن ولنا ولأبناء الفقيد، وعرفانا للدور الرائد لابن عمنا المرحوم في خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أرجاء الوطن الإسلامي، ووفاء لرجل طالما كان نكران الذات صفة من صفاته الفاضلة، رحمه الله رحمة واسعة وأدخله فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جلل مصاب محمد يحظـيه أنـى أذاع بنعـيه ناعـيه
فشريعة الإسلام تندب فقده حـرّى بأربعـة فبلـه ذويه
فالمسلمون جميعهم ناحوا أسـى واسترجعـوا وتعـوذوا من تيـه
والشمس والأقمار كاسفة له والحــلم والأخـلاق تستبقـيه
فالشيخ سد الله ثلمة فقده قد كـان سـد مسـد كـل نبيه
فالله يرحمـه ويستـر ذنبــه ويعيذه من كــل ما يؤذيـه
جنات عدن أزلفت لقدومـه والحـور والولـدان تسترضـيه
مالي أرى الدنيا يجف ربيعها ويضـيق شاسـعهـا على أهليه
إن كان قد واراه رمس إنه باق بما أرسـاه في ماضــيه
في كل فن كان أبقى باقة ولآلئــا وجـواهـرا تبكـيه
إيه بني الشيخ الأجل ترسموا ما كان أوصاكم بلا تمــويه
قد كان أوصاني بنشر تراثه والله عن مثـلي بكم يكـفيه
فالله ينعش جَدّكم ويعينكم حتـى يظـل منـارة ناديه
سدوا مسد الشيخ وانحوا نحوه وثقــوا بعـون معـيده باريه
فالمجد لا بالإرث يحفظ سوره لا كنـــه بالجـد تسترعــيه
حاشاكموا أن تقبلوا بأفوله أي امـرئ يرضــي بدفـن أبـيه
لن تقضي الأشعار بعض حقوقه لو كانت الخنساء من يرثيه
محمد عبد الله محمد محمود باحث وكاتب متخصص في القانون والعلوم الإسلامية