قبل أن أكتب هذه المقالة كنت قد انتهيت لتوي من قراءة أحد الكتب أخذت أفكر في أمور تجري في حياتنا كثيرا تدعى
الخطوط الحمراء لم أكن أصدق أنها الكذبة التي نخفي عن أنفسنا فمثلا عندما نخاف من الحديث في الجنس ونقول أنه خط
أحمر نحن نخفى وراء ذالك الشعور أنه يجب أن نتخطى تلك الخطوط وعندما نتحدث عن القتل ونرتعب من اسمه فنحن
نتوارى وراء قناع خوفنا من حقيقة أننا بلا رحمة في أوقات كثيرة وأخذت استرجع في ذاكرتى تلك المقولات والنصائح عن
الممنوع الذي نقنع به أنفسنا وفي المقابل نكتشف أنه ليس هناك خط أحمر ولا ممنوع ربما هى خطوط مكتوبة بمخاوفنا
الدفينة في أروحنا تلك المخاوف التي لا نخبر بها أحد ونحاول أن نخدع أنفسنا أن هناك ممنوع يجب عدم التفكير فيه
ونكتشف أن الجميع يعيش كذبة الخطوط الحمراء وتأخذنا غريزة الفضول لدينا هل الجميع يخاف من الممنوع أم أنه يحاول
صنع ممنوع يجعله ينسى أنه جبان ولا يستطيع أن يواجه مخاوفه وإكتشافها ومعرفة نقاط ضعفها وجعلها نقاط قوته هل
الناس لا يحبون الممنوع هذا ليس صحيح فالناس يحبون تخطي الممنوع دائما لكن في الخفاء وبدون أن يكسروا تلك
الخطوط التي رسموها أمام الناس السؤال الذي يطرح نفسه لماذا إذا تتغير تفاصيل وجوههم وتهرب شجاعتهم التى
امتلكوها في الخفاء عندما يجدون من يتخطى تلك الخطوط ويمثلون مسرحية الجلاد والمذنب
ويغيب عن ذهنهم أن تلك الخطوط هي كذبة منذ الأزل لماذا لا يسألون انفسهم مرة هل كان الفلاسفة والعلماء لا يعرفون تلك الخطوط أن الفلاسفة والعلماء هم أكثر الناس الذين يعرفون هذه الخطوط غريزة الجنس القتل الخ
لكنهم لم يلوذوا بالهرب من تلك الخطوط لقد أبحروا حتى تخطوا الحديث عن تلك الخطوط من أجل معرفتها أعمق من
كونها غرائز تجتاح النفس البشرية في غموض نفسيا اكثر من كونه جسديا وعقليا من أين استجمعوا تلك الشجاعة
للمواجهة هذه المعركة بين النفس وبين العقل والجسد إنه من النفس ذاتها التي تخاف من الممنوع هناك حرب تجري
عندما نحاول أن نعرف ونكتشف ما وراء تلك الخطوط ما هو ذالك العالم هل هو غريزة بحته أم هو إحساس نفسي لا
شك أن الكل يتمنى أن يمتلك الشجاعة لمواجهة نفسه فهي الجلاد الذي لا يمكنه الهرب منه وهي أيضا الحضن الدافئ الذي
يكذب من أجل الحصول على حنانه كم هذا غريب ومتناقض في وقت واحد من نكون نحن وقت الغريزة ومن نكون
أيضا وقت الذات نكون نحن لكن في الأولى قد نتصنع ولكن في الثانية لا مكان ولا وقت للتصنع ابدا إن الذات هي ما
نحن عليه مثل الأطفال إن الأطفال لا يعرفون التصنع فهم لم يكتشفوا بعد غرائزهم الخفية إن الخطوط الحمراء كلمة تشعل
غريزة الذنب بداخلنا قبل حتى أن نكتشف ماهو الذنب الذي فعلنا ه وعندما نخوض في عالم الممنوع نكتشف أنه لا وجود
للخطوط الحمراء التي كنا نحن من رسمها للهروب من سؤال هل أنا بداخلي شيطان أم ملاك؟
بقلم :مي مصطفي