ارتفع النفط مقتربا من 110 دولارات للبرميل الإثنين إذ عزز تصاعد العنف في الشرق الأوسط المخاوف بشأن إمدادات النفط من المنطقة ووسط آمال متزايدة في تفادي أزمة بالميزانية الأميركية.
ويخشى المستثمرون اتساع نطاق الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الأمرالذي قد يؤدي لتعطل صادرات الطاقة من المنطقة التي تضخ نحو ثلث إمدادات الخام العالمية.
وقالت إسرائيل اليوم الاثنين إنها جاهزة لاجتياح بري لقطاع غزة لكنها تفضل الحل الدبلوماسي.
ويقول محللو المخاطر إن من المستبعد أن تؤدي المواجهة بين إسرائيل وغزة لصراع أوسع نطاقا بالمنطقة لكن المستثمرين يساورهم القلق لعلمهم بأن حروبا سابقة بالشرق الأوسط أدت لحظر نفطي وتعثر مؤقت في إمدادات الطاقة.
وارتفع برنت في العقود الآجلة 92 سنتا إلى 109.87 دولار للبرميل بحلول الساعة 1200 بتوقيت جرينتش بينما زاد الخام الأمريكي الخفيف دولارا واحدا إلى 87.92 دولار.
وقال كارستن فريتش محلل السلع الأولية لدى كومرتس بنك "العنف بالشرق الأوسط يدعم النفط بالتأكيد. والآمال في التوصل لحل لأزمة الميزانية الأميركية تدعم أيضا جميع الأسواق المالية".
وبعد اجتماع مع الرئيس باراك أوباما الجمعة عبر مشرعون أميركيون كبار عن ثقتهم في التوصل لأرضية مشتركة بشأن الضرائب والانفاق للمساعدة على تفادي أزمة بالميزانية.
وقالت ماريا فان دير هويفن رئيسة وكالة الطاقة الدولية الاثنين إن أسواق النفط العالمية لا تزال تتلقى إمدادات كافية رغم فقدان نحو مليون برميل يوميا من الخام من إيران بعد فرض عقوبات أميركية وأوروبية.
وظل خام القياس الأوروبي مزيج برنت فوق 100 دولار للبرميل في معظم هذا العام نظرا للمخاوف من تعطل الإمدادات بعدما فرضت الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات على إيران في محاولة لإجبار طهران على التخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل.
وقالت فان دير هويفن حينما سئلت عن إمدادات النفط العالمية "الإمدادات كافية. نعم هذا متسق (مع ما كنا نقوله)".
وتقوم فان دير هويفن بزيارة لكانبيرا لحضور عرض عن آفاق الطاقة العالمية يشارك فيه أكاديميون ومسؤولون ومشرعون.
وقالت إن الإمدادات كافية رغم فعالية العقوبات الأميركية والأوروبية في تقليص صادرات النفط الإيرانية.
وتابعت "ما يزيد عن مليون برميل يوميا لا يتم ضخها في السوق..مليون برميل يوميا من النفط الإيراني..لذا فإن (العقوبات) تحدث أثرها".
ودفع الارتفاع الكبير في تكاليف الطاقة الولايات المتحدة للحديث عن إطلاق كميات من مخزونات النفط الاستراتيجية كأحد الخيارات لخفض الأسعار في وقت سابق هذا العام لكن تلك الخطوة لاقت معارضة من جانب وكالة الطاقة الدولية وبعض الدول الأعضاء فيها.
وقالت فان دير هويفن إن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط في الأيام القليلة الماضية في أعقاب الهجمات الجوية الإسرائيلية على قطاع غزة وقيام فلسطينيين بإطلاق صواريخ على إسرائيل لم يؤثر حتى الآن على توقعات وكالة الطاقة المتعلقة بالعوامل الأساسية لسوق النفط.
ويخشى المستثمرون من أن يتسع نطاق الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني ليشمل منتجي النفط في الشرق الأوسط ويهدد تدفقات الخام من المنطقة التي تضخ ما يزيد عن ثلث النفط العالمي.
وتقدم وكالة الطاقة الدولية المشورة للدول الصناعية بشأن سياسات الطاقة وتمثل 28 دولة مستوردة للنفط.
ومن جهة أخرى قالت فان دير هويفن في مؤتمر في سيدني إن انخفاض أسعار الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة نظرا لازدهار الغاز الصخري من غير المتوقع أن يدفع الأسعار للتراجع في أوروبا أو آسيا.
المصدر : ميدل إيست أون لاين