بعد اكتمال أجراءات السكن بدأت في إجراءات التسجيل المعهودة لأدخل إلى "عالم الأضواء" الذي كنت أعشقه وأهفو إليه منذ نعومة أظافري وأقلد أصوات بعض المذيعين في كبريات الاذاعات العالمية ومن أهمها "هيئة الاذاعة البريطانية" "وصوت أمريكا"ومن التلفزيونات" أم.بي.سي" و"فرانس2"حيث كانت هذه الهيئات الاعلامية هي الموجودة في فضاء البلاد آنذاك.
وزاد ولعي بهذا العالم عندما دخلت الاستوديوهات في المعهد لآول مرة شهر "فبراير1998" وأنا أخطو الخطوات الأولى في هذا العالم العجيب المليئ متعة والإثارة والصعب من حيث الممارسة لما يتطلبه من الثقافة العالية والدقة في الأداء.
كنت أغبط زملائي وقتها في السنتين الثالثة والرابعة وهم تحت الأضواء ومواجهة الكاميرات يقدمون الأخبار والبرامج،أتعجب منهم وهم يعملون في استيديو الاذاعة وكيف يتعاملون مع الميكرفون والسماعات وجهاز تلقي المكالمات،أهفو إلى التعرف على تسمية كل جهاز تسجيل او بث او تصورير أو عرض.
إنه باختصار"عالم الأضواء" الساحر الذي كنت أمني نفسه بالوصول إليه.. لكن ليس "الخبر كالعيان".
أخذت جدولي الزمني في نهاية شهر سبتمبر 1999وبدأت أقرأ أسماء المواد حيث كان نصفها نظري ونصفها تطبيقى ولكن كلها تهم تكوين الاعلامي المتخصص،فمثلا "هنالك التلفزيون والاذاعة والصحافة المكتوبة بين نظري وورشات عمل وانتاج تطبيقي في اعداد الأخبار والبرامج وتقديمها،التصوير الفوتغرافي،وتحرير وإخراج الصحف والمجلات والالقاء الصوتي في الاذاعة والتلفزيون،والتعرف على عالم الانترنت ".وهنالك أيضا مواد مهمة لتكوين الاعلامي الثقافي كا"لفكر السياسي،قوانين الاعلام ،حقوق الانسان".
كان عدد مواد هذه السنة 12 مادة وغالبيتها تطبيقي وممتع ومسل لأنه عمل في فريق، لكن كانت هنالك مشكلتان :الأولى هي طول الورشات المتعلقة بالاعمال التطبقية في الاذاعة والتلفزيون والصحافة المكتوبة "مابين 4و5 ساعات للحصة" والثانية هي أن المواد كل واحدة منها ضارب1" وهذه المسألة تصعب النجاح لعدم وجود فرصة لتعويض مادة بأخرى.
على بركة بدأت هذا..
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية (رأي).