بيان من نقابة أحرار التعليم :|: "Aura Energy" تعلن إعادة هيكلة اتفاقية اليورانيوم في موريتانيا :|: تعيينات واسعة ب 3 إدارات في شركة "سنيم" :|: BAD يمول مشاريع للبنى التحتية بموريتانيا :|: المصادقة على اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي بين موريتانيا والسعودية :|: تحديث جديد في واتساب ينتظره الملايين.. ! :|: اضراب شامل للأطباء المقيمين الأسبوع المقبل :|: الاتحاد الأوروبي : مستعدون لدعم موريتانيا في مجال الهيدروجين الأخضر :|: تقدم الأشغال في مشروع السلحفاة /آحميم :|: ما حقيقة أفول نجم العملة الخضراء؟ :|:
أخبار
اقتصاد
تحقيقات وتقارير
مقابلات
منوعات
الرأي
مواقع

الأكثر قراءة

متى يكون أكل البطيخ مميتا.. ؟ !!
تعدين الجبس وتجارته الدولية/ اسلك ولد احمد ازيد بيه
الكودالوجيا وصناعة التأثير/ المصطفى ولد البو كاتب صحفي
تصريح "مثير" للنائب بيرام اعبيدي
AFP : موريتانيا أرسلت أدلة على مقتل مواطنيها لمالي
بعد تحديد معايير التزكية... من هم مرشحو الرئاسيات ؟
تحديث جديد على "واتساب" يثير غضب المستخدمين !
محامي يحذر من تضررصحة موكله الرئيس السابق عزيز
أصغر دولة في العالم يسكنها 25 نسمة فقط !!
الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع يظهر في صورة حديثة
 
 
 
 

في طائرة الرئيس..! /سيدي محمد ولد ابه

dimanche 10 février 2013


مع خيوط الفجر الأولى تبوأ الجميع مقاعدهم في الطائرة الرئاسية المتجهة إلى أرض الكنانة، كنا خمسة إعلاميين، ووزير، وثلاثة مستشارين، وعددا من كبار الموظفين، ورجال الأمن الرئاسي..

دقائق قليلة ويعلن قبطان الطائرة الاستعداد للإقلاع، انشغلنا بربط الأحزمة وقراءة الأدعية، والتمتع بمشاهد انبلاج نور الصباح الذي يبدو كحزام ضوئي يصعد من مشرق الشمس طاردا ظلام الليل الدامس..

الساعة الآن تقترب من السابعة صباحا، والعاصمة نواكشوط تتوارى عن الأنظار بسرعة خلف الغيوم، وطائرتنا تأخذ مسارها في الجو كنسر معدني ضخم يمد جناحيه فوق السحب، ممتلئا بالزهو والخيلاء.

سبع ساعات ونصف من السباحة فوق الغيوم، أمضاها الوفد الرئاسي ما بين منشغل بالقراءة، وخائض في دروب السياسية، وبين من يتلهى بالنكت، وتبادل الطرائف.. وجوه جديدة تعرفت عليها خلال الرحلة، من بينها الشيخ الموطأ الأكناف بومية ولد ابياه، والذي يعتبر "مرتدا" اليوم في عرف التواصليين رغم أنه أحد مؤسسي الحركة الإسلامية.. والشاب المرح دمان ولد همر مدير تشريفات الدولة، والنقيب علي ولد علوات..

على أرض الكنانة

بعد رحلة طويلة، بدأت "أقدام" هذا النسر المعدني تلامس مطار القاهرة الدولي، لتتحمل –مؤقتا- عبء الرحلة عن الجناحين.. فتحت أبواب الطائرة، ونزل الرئيس ووفده، في ضيافة حكومة الإخوان التي وصلت إلى السلطة في هذا البلد في غفلة من التاريخ ولأسباب يضيق المقام عنها هنا...

خارج قاعة الشرف بدا الجو باردا جدا، رغم سخونة الوضع السياسي، والمعركة المحتدمة أبدا على مشارف قصر الاتحادية، وفي ميدان التحرير.. هي ثالث مرة تطأ فيها قدماي أرض القاهرة، المدينة التي بناها عمر بن العاص عام 642م..

الفرق الوحيد الذي لمسته بين زيارتي اليوم وسابقيتها لعاصمة الدولة الفاطمية أنها بدت مدينة متمردة- إن جاز التعبير- لا سلطة للدولة فيها إلا على مراكز الأمن وقصور الرئاسة والمنشآت العامة، فقد أنجبت "ثورة الربيع العربي" جيلا من الرعاع يدعو لسيادة الغوغاء، ونشر ثقافة الفوضى في كل زاوية وركن..

انتقلنا إلى فندق "فيرمان" الذي يقع على بعد أمتار من المطار، حيث مكان إقامة قادة الدول ومقر انعقاد القمة.. قال بعضهم إلى أن اختيار المكان تم لدواع أمنية، وهو أمر تدعمه مشاهد مدرعات الجيش التي تحرس المنطقة، والتحليق الدائم للمروحيات العسكرية.. حتى إنه ليخيل إليك أنك في منطقة عسكرية مغلقة، الحركة فيها محكومة بضوابط وقيود صارمة.. الهاجس الأمني كان أيضا وراء غياب أكثر من نصف قادة المنظمة، ومغادرة نصف من حضروا مباشرة بعد الجلسة الإفتتاحية.. الدولة التي كانت آمنة جدا، تكاد تنفلت فيها الفوضى من عقالها، وحركة السياحة تراجعت كثيرا، وتلك هي حال الاستثمارات أيضا..

مساء اليوم الثاني- وبعيدا عن الرسميات- خرجنا من الفندق، لوجهة لا نعرفها، وقد ارتأى بعض الصحفيين أن نذهب في جولة حرة بالمدينة، لكن أحد المصريين بادرنا بالقول : أي جولة تقصدون فالمدينة "كلها دبابات، ومظاهرات ودخان وعساكر.. ليس في القاهرة ما يستحق المشاهدة.."

رغم النصيحة المجانية التي قدم لنا الرجل، أصر بعضنا على المضي قدما في تنظيم الجولة، نزلنا عند رأيه، وانطلقنا في شوارع القاهرة، كانت الساعة تقترب من الحادية عشر ليلا.. هي آخر ليلة سنبيتها في هذه المدينة، ولا بأس إذن من التبضع وأخذ تذكارات وهدايا مهما كانت قيمتها، لكن المفاجأة أن جميع المحلات – تقريبا- تغلق أبوابها مع حلول الليل، والمدينة التي لا تنام، بدأ الكرى يداعب أجفانها مباشرة مع غروب الشمس، وهي عادة جديدة على القاهرة، تولدت عن غياب الأمن وسيطرة العنف والفوضى التي جاء بها "الربيع العربي". قفلنا عائدين إلى الفندق، فأمامنا ساعات قليلة لنكون في المطار استعدادا للعودة..

في طائرة الرئيس

فجر يوم الخميس أقلعت بنا الطائرة في رحلة العودة إلى نواكشوط، هذه المرة كان برفقنا وزير الخارجية الذي سبقنا إلى القاهرة، ترك الوفد الموريتاني مقعده في الجلسة الختامية للقمة لسفيرنا هناك سيدي محمد ولد ببكر..

في رحلة الإياب حظيت بلقاء رئيس الجمهورية - بناء على طلبي- هي أول مرة أجلس فيها إلى الرجل، الذي يحتفظ له الموريتانيون بمواقف خالدة، يأتي في طليعتها قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني، الذي كان أكثر المواقف انسجاما مع الرأي العام وملامسة لوجدان وشعور الموريتانيين على اختلافهم بمن فيهم أنا، وجميل منصور، وبدر الدين، وحادي الظعائن في تيشيت ووادان..

قادني مدير التشريفات إلى المقصورة الأمامية للطائرة، حيث يجلس الرئيس، وقد أخذ لنفسه مقعدا قرب النافذة، وانهمك في قراءة كتاب من ضمن مجموعة كتب ومجلات وضعت إلى جانبه.. استقبلني بحفاوة، بعد أغلق دفتي الكتاب، جلست إلى جانبه، تبادلنا عبارات السلام التقليدية، عرفته بنفسي، وسألته عن صحته، طمأنني أن وضعه الصحي جيد والحمد لله.. كان الرجل هادئا جدا، مستمعا جيدا، يتكلم عن وعي، ويبين عن ثقة كبيرة في الله وفي الشعب الموريتاني، أو هكذا فهمت من حديثه إلي..

وأنا أحاول قراءة تقاسيم وجهه، واستمع لردوده، أشفقت كثيرا على المعارضة الموريتانية التي ترغي وتزبد في الشوارع دون أن تحرك شعرة واحدة من الرجل، أحرى أن تمثل مصدر إزعاج أو قلق لديه، لذلك لم أفاتحه في موضوع المشهد السياسي إطلاقا.

بعد ربع ساعة تقريبا، استأذنته في الانصراف، وعدت إلى حيث يجلس زملائي في المقاعد الخلفية..

ساعات قليلة بعد ذلك وتهبط بنا الطائرة في مطار نواكشوط الدولي..

سيدي محمد ولد ابه

sidimoha@yahoo.fr

عودة للصفحة الرئيسية

الصفحة الرئيسية   |   أضفنا إلى مفضلتك   |   من نحن؟    |   اتصل بتا