خرجت من تلك الورطة لأنتقل إلى معمعان الدراسة الميدانية من جديد ..كان العام الجامعي قد وهن والدورة الأولى أصبحت على الأبواب رغم أنني لم أستعد لها على ما يرام من حيث المراجعة لأنني شغلت شعابي جداول الرسالة الجامعية.
حرصت على ما تبقى لي من وقت بعد أن انتهيت من مغبة اعداد الرسالة الجامعية لكن يبدو أن الأوان قد فات على المراجعة بسبب كثرة المواد وتشعبها ورغم ذلك كان لي شرف المحاولة.
أجريت امتحانات الدورة الأولى(مايو 2001) وكنت متأكدا تقريبا أنني لن أتجاوز فيها بسبب عدم الاستعداد الجيد.
وفعلا عندما ظهرت النتائج رسبت وكان علي أن أخوض الدورة الثانية المعروفة ب"دورة الكونترول" والتي عادة ما تنظم في وقت غير مناسب بالمرة لعدة أسباب منها "الضغط النفسي من طرف الناجحين في الدورة الأولى على الراسبين، ودخول موسم الحر في تونس مما يجعل المراجعة شبه مستحيلة ليلا ومنعدمة نهارا،إضافة لصعوبة الوضع المادي الذي يلازم الطلبة في تونس خلال فترة آخر السنة الجامعية كل عام".
اتكلت على الله وقمت بما تيسر لي من تحضير وخضت الدورة الثانية في الأيام الأولى من شهر يونيو2001 رغم ما أعانيه من اجهاد بدني ونفسي بسبب التعب المضني في إعداد الرسالة والحضور للدراسة والمراجعة للامتحانات والاختبارات المتواصلة لفترة لا تقل عن شهرين.
في منتصف يونيو خرجت النتائج وكنت بحمد الله بين الناجحين لتطوى رسميا آخر صفحة لي بالدراسة اليومية بالمعهد .
في المقابل بقيت عقبة وحيدة يجب تخطيها لتنهي سفينة الرحلة الدراسية لطالب الغربة رحلتها بالوصول لمرسى الأمان، وكانت تلك العقبة تتجلى في أنه لا يمكن لأي طالب التخرج نهائيا من المعهد إلا بعد النجاح في السنوات الأربع كتابيا ونقاش رسالة التخرج بنجاح أيضا،ورغم أن الشرط الأول تحقق لله الحمد إلا ان الشرط الثاني لا تتوفر من ظروفه الموضوعية سوى الرسالة نفسها.
ولكي تكون الصورة أكثر وضوحا في ما يتعلق بالشرط الثاني لا بد من الاشارة إلى أنه من الأصول الأكاديمية في كل الدول أن يقوم الطالب بتنظيم حفل استقبال على شرف لجنة النقاش يستلزم بعض التحضير التنظيمي وبعض التكاليف المادية وظهور الطالب نفسه بكامل أناقته في يوم "أغر" انتظره لسنوات وسنوات.
ولعل من "نافلة القول" إن طالبا جامعيا موريتانيا يعيش في ظروف مادية مزرية بسبب تأخر منحته لأكثر من 3 أشهر ليس باستطاعته أن يوفي بالشروط المادية ولا المتعلقة بالأناقة.
كانت هنالك أيضا ظروف قاهرة أخرى تتعلق بانتهاء عقد السكن وضرورة "التشرد" بين الزملاء وهو مايسمى بالدارجة التونسية" اترسكي" حيث أيضا ستنعدم الراحة المتعلقة بالسكن.
وبين مد مشاكل التحضير لأهم يوم في حياة طالب الغربة" النقاش" وجزر المشاكل المادية كان على أن..
بقلم :محمد ولد محمد الأمين (نافع)
ملاحظة :
للتعليق والملاحظات :
oulnafaa.mohamed@gmail.com
هذه المذكرات واقعية نشرت جامعة " جورج تاون" الأمريكية مقتطفات منها في بعض كتبها المدرسية المترجمة باللغة الانجليزية التي تدرس بغالبية جامعات العالم(راجع الحلقات السابقة بالموقع زاوية رأي).